وقفة للمحاسبة على حافة قبر امرأة

الموقع : الاردن نقاط : 6291

مشكورة اختي

ان الحجاب الذى نبغيه مكرمة لكل مسلمة ماعابت منه ولم تعب
نريد منها احتشاما عفة أدبا وهم يريدون منها قلة الأدب
ورب فتاة لها عزم لها أدب فاقت رجال بلا عزم ولا أدب
ويا لقبح فتاة لاحياء لها ولو تحلت بغالى الماس والذهب
يا درة حفظت بالأمس غالية واليوم يبغونها للهو واللعب
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة غريبة العقل غريبة النسب
فهل يستوى من رسول الله قائده دوما وآخرهاديه أبو لهب
وأين من كانت الزهراء أسوتها ممن تقفت خطى حمالة الحطب
فلا تبالى بما يلقونه من شبه وعندك الشرع ان تدعيه يستجب
سليه من أنا ,من أهلى,لمن نسبى للغرب أنا أم للاسلام والعرب
لمن ولائى,لمن حبى,لمن عملي لله أم لدعاة الاثم والكذب
هما سبيلان يا أختاه ما لهما من ثالث فاكسبى خيرا أو اكتسبى
سبيل ربك والقرءان منهجه نور من الله لم يحجب ولم يغب

كلام اكثر من رائع
وقفة للمحاسبة على حافة قبر امرأة 32_308

الموقع : tunis نقاط : 5638

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من سار على دربهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
وبعد.
لقد من الله علي يوم الجمعة الماضي بالصلاة على جنازة امرأة والسير في جنازتها إلى أن انفض الناس من حول قبرها. والحمد لله على فضله علينا.
المهم، في اللحظة التي كان الإخوة ينزلون هذه المرأة إلى قبرها انتابني شعور هز جسدي قشعريرة، وتساءلت في نفسي ماذا لو كنت أنا مكان هذه المرأة؟ هل سأكون من السعداء أم سأكون من الأشقياء؟ هل سيكون قبري روضة من رياض الجنة أم سيكون حفرة من حفر النيران؟ هل سأكون ممن يقولون رب أقم الساعة، أم سأكون ممن يقولون رب لا تقم الساعة؟ بل ماذا أعددت لهذا اليوم؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير جال في خاطري وأرعبني حقيقة لأني وجدتني ما أعددت لهذا اليوم حق الإعداد، وذكرت بعضا من كلمات السلف الصالح وهم يحتضرون، فهذا عمر بن الخطاب الفاروق الذي أجرى الله الحق على لسانه ويديه، والذي كان يطوف المدينة ليلا بحثا عن المحتاجين ليقضي حوائجهم، والذي كان يقول: والله لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله لماذا لم تعبد لها الطريق يا عمر. ومع شدة ورعه هذه لما حضرته الوفاة قال: وددت أن أخرج من الدنيا كفافا لا لي ولا علي. وهذا هارون الرشيد الذي كان يخاطب السحابة فيقول لها: أيتها السحابة أينما شئت فأمطري فسيحمل إلي خراجك بإذن الله. وهذا يدل على سعة الملك، ومع ذلك عندما حضرته الوفاة قال: خذوني إلى القبر الذي سأدفن فيه، فلما نظر إليه بكى وقال: يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال مكله.
أستحلفك بالله أيها الأخ الحبيب ماذا ستقول لربك غدا عندما يعرفك نعمه عليك فتعرفها فيقول لك ماذا فعلت في سبيلي، ماذا تقول لربك حين يسألك عن الصلاة وعن الصيام وعن كل صغيرة وكبيرة اقترفتها يداك. قال تعالى) :ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مالهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا.(
اعلم أخي حفظك الله أنه سيأتي عليك يوم تقول فيه:( رب ارجعوني لعلي أعمل صالحا فيما تركت)، فيقال لك: ( كلا إنها كلمة هو قائلها). فاعمل إذن وانتهز فرصة وجودك على ظهر الأرض واعبد الله حق العبادة ولا تضيع الحياة الأبدية بالحياة الفانية الزائلة، قال علي رضي الله عنه: الدنيا ساعة فاجعلها طاعة والنفس طماعة فعودها القناعة. وكان يقول أيضا:

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها
لا تركنن إلى الدنيا وزينتها فالموت لا شك يفنينا ويفنيها

وأنت أيتها الأخت الفاضلة والدرة الغالية لماذا تنساقين وراء هذه النزوات الرخيصة الفانية، لماذا تتبعين وتقلدين الغربيات الكافرات أو الشرقيات الملحدات، وتركت المحجة البيضاء النقية التي تركنا عليها خير البرية صلى الله عليه وسلم، اعلمي أختي حفظك الله أنك ستقفين يوما بين يدي الله جل جلاله ليس بينك وبينه نرجمان فيسألك عن كل شيء اقترفته يداك، فيقول لك أمرتك بالحجاب فأبيت وأمرتك بغض البصر فامتنعت، وأمرتك بالصلاة والصيام والصدق والأمانة... ونهيتك عن الغيبة فأبيت إلا أكل لحوم الناس، ونهيتك عن الكذب والنميمة والزنا... فأبيت إلا العناد. أستحلفك بالله أيتها المحبة لرسول الله ماذا ستقولين لربك في هذا الموقف، أستحلفك بالله أن تصدقي في الإجابة مع نفسك، هل لديك أجوبة على هذه الأسئلة؟ أم أنك ستقفين حائرة مذهولة؟...
لله در الشاعر إذ يقول:

ان الحجاب الذى نبغيه مكرمة لكل مسلمة ماعابت منه ولم تعب
نريد منها احتشاما عفة أدبا وهم يريدون منها قلة الأدب
ورب فتاة لها عزم لها أدب فاقت رجال بلا عزم ولا أدب
ويا لقبح فتاة لاحياء لها ولو تحلت بغالى الماس والذهب
يا درة حفظت بالأمس غالية واليوم يبغونها للهو واللعب
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة غريبة العقل غريبة النسب
فهل يستوى من رسول الله قائده دوما وآخرهاديه أبو لهب
وأين من كانت الزهراء أسوتها ممن تقفت خطى حمالة الحطب
فلا تبالى بما يلقونه من شبه وعندك الشرع ان تدعيه يستجب
سليه من أنا ,من أهلى,لمن نسبى للغرب أنا أم للاسلام والعرب
لمن ولائى,لمن حبى,لمن عملي لله أم لدعاة الاثم والكذب
هما سبيلان يا أختاه ما لهما من ثالث فاكسبى خيرا أو اكتسبى
سبيل ربك والقرءان منهجه نور من الله لم يحجب ولم يغب

أسأل الله العظيم الحليم الكريم الغفور الرحمان الرحيم أن يردنا وإياكم إلى طريقه المستقيم وأن يأخذ بنواصينا إلى الحق أخذا جميلا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أما ما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من زلل أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان، وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في النار، ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.