من الآيات التي فيها ذكر مغفرة الله للذنوب عموما صغيرها وكبيرها
ما عدا الشرك أو الكفر لمن مات عليه نحو قوله تبارك وتعالى
(( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))
وأحاديث الشفاعة التي فيها خروج كثير من أهل الذنوب من النار
بعد أن يعذبوا بقدر ذنوبهم أو عدم دخولهم النار أصلا برحمة الله
تعالى لهم قال رحمه الله تعالى ( الله تعالى غافر الذنب قابل التوب شديد
العقاب والذنب وإن عظم والكفر وإن غلظ وجسم فإن التوبة تمحو ذلك
كله والله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب بل يغفر الشرك وغيره
للتائبين كما قال تعالى(( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا
من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إن الله هو الغفور الرحيم ))
وهذه الآية عامة مطلقة لأنها للتائبين
وأما قوله(( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
)) فإنها مقيدة خاصة لأنها في حق غير التائبين لا يغفر لهم الشرك
وما دون الشرك معلق بمشيئة الله تعالى) أهـ. مجموع الفتاوى (ط دار ابن حزم)
(2/ 217)
وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( يقول الله عز وجل من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد ومن جاء
بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو أغفر إلى قوله ومن لقيني بقراب الأرض
خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة ) وفيه دلالتان على عدم تكفير
من مات على ذنوب دون الشرك أولهما قوله ( ومن جاء بالسيئة فجزاء
سيئة مثلها أو أغفر( ففيه أن من جاء الله بالسيئة لم يتب منها فهو إلى الله
إن شاء جازاه بمثلها وإن شاء غفر له والثانية قوله ( ومن لقيني بقراب
الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة ) ففيه أن من مات على
ذنوب لم يتب منها فإن الله يغفرها له إن حقق التوحيد واجتنب الشرك والتنديد