بسم الله الرحمان الرحيم جزاك الله خيرا أخي وكفيت في مسألة معنى لا إله إلا الله ولا داعي للزيادة فيها.
أردت فقط إضافة بعض التوضيح على مقتضى هذه الكلمة وشروطها وما يضادها والبعض منه مأخوذ للشيخ العلامة بن باز
صح عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله
حرم ماله ودمه وحسابه على الله وفي رواية عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: من وحد الله وكفر
بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه أخرجه مسلم في صحيحه.
فالواجب على جميع المسلمين أن يحققوا هذه الكلمة بمراعاة هذه الشروط، ومتى وجد من
المسلم معناها والاستقامة عليه فهو مسلم حرام الدم والمال. وإن لم يعرف تفاصيل هذه الشروط؟
لأن المقصود هو العلم بالحق والعمل به، وإن لم يعرف المؤمن تفاصيل الشروط المطلوبة، والطاغوت
هو كل ما عبد من دون الله كما قال الله- عز وجل-: فَمَنْ يَكْفُرْ بالطَّاغُوت وَيُؤْمنْ باللَّه فَقَد اسْتَمْسَكَ
بالْعُرْوَة الْوُثْقَى لا انْفصَامَ لَهَا الآية وقال- سبحانه-: وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَن اُعْبُدُوا اللَّهَ
وَاجْتَنبُوا الطَّاغُوتَ ومن كان لا يرضى بذلك من المعبودين من دون الله كالأنبياء والصالحين والملائكة
فإنهم ليسوا بطواغيت، وإنما الطاغوت هو الشيطان الذي دعا إلى عبادتهم وزينها للناس، نسأل
الله لنا وللمسلمين العافية من كل سوء.
******
وأما الفرق بين الأعمال التي تنافي هذه الكلمة وهي لا إله إلا الله، والتي تنافي كمالها الواجب ،
فهو: أن كل عمل أو قول أو اعتقاد يوقع صاحبه في الشرك الأكبر فهو ينافيها بالكلية ويضادها. كدعاء
الأموات، والملائكة، والأصنام والأشجار، والأحجار، والنجوم ونحو ذلك.. والذبح لهم، والنذر والسجود
لهم وغير ذلك.
فهذا كله ينافي التوحيد بالكلية ويضاد هذه الكلمة ويبطلها، وهي لا إله لا الله، ومن ذلك استحلال
ما حرم الله من المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة والإجماع كالزنا، وشرب المسكر، وعقوق
الوالدين، والربا ونحو ذلك.
ومن ذلك أيضا جحد ما أوجب الله من الأقوال والأعمال المعلومة من الدين بالضرورة والإجماع كوجوب
الصلوات الخمس، والزكاة، وصوم رمضان، وبر الوالدين، والنطق بالشهادتين ونحو ذلك.
أما الأقوال والأعمال والاعتقادات التي تضعف التوحيد والإيمان، وتنافي كمالها الواجب، فهي كثيرة
ومنها: الشرك الأصغر: كالرياء، والحلف بغير الله، وقول ما شاء الله وشاء فلان، أو هذا من الله ومن
فلان، ونحو ذلك، وهكذا جميع المعاصي كلها تضعف التوحيد والإيمان وتنافي كمالها الواجب،
فالواجب الحذر من جميع ما ينافي التوحيد والإيمان أو ينقص ثوابهما.
والإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والأدلة على ذلك
كثيرة أوضحها أهل العلم في كتب العقيدة وكتب التفسير والحديث فمن أرادها وجدها والحمد لله.
ومن ذلك قول الله - تعالى-: وَإذَا مَا أُنْزلَتْ سُورَةٌ فَمنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذه إيمَانًا فَأَمَّا الَّذينَ
آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشرُونَ وقوله سبحانه-: إنَّمَا الْمُؤْمنُونَ الَّذينَ إذَا ذُكرَ اللَّهُ وَجلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإذَا تُليَتْ عَلَيْهمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيمَانًا وَعَلَى رَبّهمْ يَتَوَكَّلُونَ وقوله - سبحانه - : وَيَزيدُ اللَّهُ الَّذينَ اهْتَدَوْا
هُدًى الآية، والآيات في هذا المعنى كثيرة.