المحبة لها اثار وتوابع ولوازم وهي
اذا كان الحب اصل كل عمل من حق وباطل فأصل الاعمال الدينية حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما ان اصل الاقوال الدينية تصديق الله ورسوله وكل ارادة تمنع كمال حب الله ورسوله وتزاحم هذه المحبة فانها تمنع كما التصديق فهي معارضة الأصل الايمان او مضعفة له فان قويت حتى عارضت اصل الحب والتصديق كانت كفراً او شركاً اكبر وان لم تعارضه قدحت في كماله وأثرت فيه ضعفاً وفتوراً في العزيمة والطلب
قال تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله انداداً يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حباً لله )
وقال تعالى ( فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )
وقد ثبت في الصحيحين من حديث انس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
( والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون أحب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين )
وفي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا رسول الله والله لأنت احب الي من كل شي الا من نفسي فقال ( لا يا عمر حتى أكون احب اليك من نفسك ) فقال
والذي بعثك بالحق لأنت احب الي من نفسي فقال الان يا عمر فاذا كان هذا شأن محبة عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ووجوب تقديمها على محبة النفس والوالد والولد والناس اجمعين فما
الظن بمحبة مرسله سبحانه وتعالى ووجوب تقديمها على محبة ما سواه
المحبة المحمودة هي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه واخرته وهذه المحبة هي عنوان السعادة وضدها هي التي تجلب لصاحبها ما يضره في دنياه واخرته ومعلوم ان
الحي العاقل لا يختار محبة ما يضره ويشقيه
المحبة المضرة المذمومة
كلها ضارة لصاحبها مبعدة له عن ربه كيفما تقلب في اثارها ونزل في منازلها فهو في خسارة وبعد