د. نجوى إبراهيم الشرقاوي
تعتبر العدوانية رد فعل طبيعي عند الأطفال الصغار وحيث يوجد أطفال لا يمكن أن يوجد الهدوء فالطفل لا يستطيع أن يظل جالسا لمدة طويلة لذلك لابد أن تكون هناك مساحة تتيح له الحركة فأحيانا كثيرة يكون السلوك العدواني عبارة عن أفعال لا إرادية هدفها اللهو واللعب واستطلاع البيئة المحيطة وإشباع حاجات أحبط الطفل في إشباعها ففي بعض الأحيان تعتبر الأمهات شقاوة الأطفال ولعبهم واستكشافهم البيئة المحيطة والفك والتركيب للألعاب ، وفتح الأبواب المغلقة واستطلاع الأشياء وفتحها نوع من العدوانية وتقابل هذه الأم هذه السلوكيات بالتضجر والضيق والانفعال الشديد ويجب عليها التحلي بالصبر والتمتع ببعد النظر في إشباع حب الطفل ولا توقف الأم تحركات الطفل ما دامت لا تشكل خطرا عليه أو على البيئة المحيطة
ما الفرق بين عدوانية الأطفال وشقاوتهم ؟
الفرق في درجة السلوك وليس في نوعه أي تكرار السلوك ودرجة شدته ، وتكرار السلوك يعنى أن يكون طفل معين مثير للمتاعب والسلوكيات العنيفة مع إخوته داخل الأسرة أي كثرة سلوكياته العدوانية أما درجة شدة السلوك فتعني أن يدفع الطفل أخاه غيران بعضه أو بقذفه بالأشياء
والسلوك العدواني قد يأخذ في التناقص في الكبر إلا أن العدوان المفرط في الطفولة المبكرة له دلالة حيث أن من كانوا يتسمون بالعدوان المفرط في الطفولة المبكرة صاروا بعد ذلك بالغين من السهل استثارة غضبهم ومن السهل عليهم التصرف بعدوانية
والسلوك العدواني هو الأذى المقصود الذي يلحقه الطفل بنفسه أو بالآخرين سواء كان هذا الأذى بدنيا أو معنويا مباشرا صريحا أو ضمنيا ويدخل في نطاق هذا السلوك التعدي على الأشياء والمقتنيات الشخصية بشكل مقصود سواء كانت هذه الأشياء ملكا للطفل أو لغيره
والسلوك العدواني للطفل يأخذ أشكالا منها : التهجم الجسمي ، الضرب العض الرفس القذف بالاشياء الدفع البصق وقد يكون تهجم لفظي كالتنابذ بالألقاب والإهانة والسخرية الإيحاءات المهينة المشاحنات التهديد بالأذى تدمير ممتلكات الآخرين أو الممتلكات العامة عنف المزاج وحدته كضرب قدميه بالأرض صارخا اة يلقي نفسه على الأرض صائحا
العدوانية المفرطة في سلوك الطفل لها تأثيرات على سماته الشخصية وكذلك على محيطه الاجتماعي فالطفل العدواني حاد الطبع سريع التهيج غير ناضج غير محدد المشاعر متقلب في انفعالاته متمركز حول ذاته يعاني من النقد والإحباط ويترتب على ذلك مجموعة من السمات الشخصية تتمثل في الأنانية وعدم القدرة على تحمل افحباط ورفض السلطة وعدم الشعور بالمسؤولية المغالاة في اتهام الذات الإفراط في جذب الانتباه نقص المبادأة والاعتماد المفرط على الآخرين تصلب التفكير السلوك الاستغلالي والطفل الذي يتم تقديره من خلال أصدقائه وبيئته الاجتماعية على أنه عدواني يرى العالم من حوله على أنه عدواني
وعدوانية الطفل المفرطة تجعله يقع في حلقة مفرغة حيث يتصرف بعدوانية فيعاقب بقسوة تولد لديه الكراهية والإحباط مما يؤدي إلى رد فعل عدواني من الطفل فيعاقب وهكذا سلسلة من العدوان والعقاب تضعف من قدرته على ابتكار بدائل لأساليب التفاعل الاجتماعي السليم مثل المفاوضة الحلول الوسط الإيثار التعاون السلوك التوكيدي الإيجابي
عدوانية الأطفال المفرطة ناتجة عن مجموعة من العوامل منها :
الممارسات الخاطئة في التربية إما تساهل شديد بحيث تخلو حياة الطفل من الضوابط والحدود او التشدد حتى يصل إلى مستوى الإحساس بالرفض من الأبوين أو أحدهما أو عدم الاتساق في المعاملة فتارة يعاقب وتارة يترك على نفس السلوك أو أحيانا يثاب على نفس السلوك وقد تعاقبه الأم ويشجعه الأب
التسلط والعقاب البدني الانفعالي كعقاب للطفل غيظا وغضبا منه وليس للتأدب كأن تعاقب الأم الطفل لأنه كسر تحفة غالية غضبا على التحفة وليس تعليما للطفل
انتشار نمط الأسرة الصغيرة (زوج وزوجة وأولاد)بدلا من الأسرة الممتدة متعددة الأجيال جعلت العلاقات الاجتماعية الحميمة محددة مما يفقد الطفل بدائل لنماذج متعددة من اشكال العلاقات الاجتماعية مثل التعاون الزيارات الود صلة الرحم الصراع التنافس المفاوضات
طبيعة الحياة المعاصرة فرضت السكن المحدود مما يحد من حرية تفاعل الأطفال ولا يترك مساحة مناسبة لحركة الطفل تسمح له بالانطلاق والجري والقفز لإفراغ طاقته وبالتالي الضجر والعنف والصراع الناتج عن كثرة الاحتكاكات
حرمان الطفل من بدائل للتنفيس عن طاقته مثل الاشتراك في النوادي والنزهات والمسابقات الرياضية أو الثقافية
المشكلات والخلافات الزوجية تعطي فرصة للطفل لملاحظة نماذج عدوانية أثناء الصراع الأسري يعمل على خلق تنبؤ للاستجابات عند الأطفال للغضب بالانفعال الشديد خاصة الأطفال ذوي الآباء العدوانيين
أحيانا السلوك الغاضب للطفل والذي يظهر في صورة صراخ وعدوان والاستجابة للطفل بعد ذلك يجعل الطفل مركز انتباه داخل الأسرة وإذا تعلم هذه الاستجابةالغاضبة فإن التغرير والاستجابة للطفل يكون ذلك كاف لبقاء الطفل على سلوكه الغاضب ليحقق من خلاله استجابة الأسرة لمطالبه
ماذا نفعل ؟ (علاج العدوانية)
من الإيجابي تحديد السلوك المرغوب فيه وتعليمه للطفل أفضل من عقابه وكذلك وصف السلوك الجيد بدقة فنشرح للطفل السلوك لامطلوب منه مثل التعاون فيإطعام أخيه أو حمله أو المساعدة في البحث عن شيء مفقود أو جمع الألعاب واللعب الجماعي والإحساس بمشاعر الآخرين في حالة البكاء والمرض والتفاوض والوصول إلى حلول ترضي أطراف اللعب والسلوك التوكيدي في أن يصف الطفل مشاعر غضبه ويطالب بحقه في هدوء بأن يقول هذا الشيء ملكي ولابد أن ترده لي لأن أخذه بدون استذان يثير غضبي وأن يقدم التوجيه والاقتراح وأن يحترم ملكية الآخرين
مكافأة السلوك المرغوب إن أي فترة لعب للطفل العدواني تمر بدون مضايقات يجب أن أمدح الطفل على هذه الفترة ومن الضروري مزج المدح مع شيء من المكافآت المادية
التجاهل المقصود المخطط له بعد إثابة السلوك الاجتماعي المرغوب يجب أن تكون الإثابة ممزوجة بنوع من التجاهل المقصود والتغاضي عن بعض السلوكيات العدوانية للطفل ما لم تكن عدوانية الطفل ناتج عنها ضرر خطير أو تهديد خطير للطفل أو أقرانه وكذلك حالات السلوكيات العدوانية غير المقصودة
إعطاء قدر كبير من الاهتمام والرعاية للضحية الذي اعتدى عليه الطفل أظهري هذا الاهتمام فورا من خلال التعاطف والحنان والترتيب على كتف الطفل والتقبيل للطفل وإعطاؤه بعض الهدايا للطفلا المعتدى عليه
قضاء وقت مع الأطفال يوميا داخل المنزل فالجلوس معهم قبل النوم ولو نصف ساعة والتحدث في موضوعات خاصة بالطفل وحواديت تحث على قيم التعاون والإيثار والتضحية والتعاون الإيجابي مع الاخر قضاء وقت خارج المنزل يعطي فرصة للانطلاق وتفريغ الطاقة وبالتالي إخماد الاستجابات العدوانية لدى الأطفال
وضع حدود وعقاب متفق عليه عندما يعتدي الطفل أو يسلك سلوكا عدوانيا ويتم عقاب الطفل فور ارتكابه سلوك عدواني كأن نغلق التلفاز ، يمنع من الخروج يحرم من مصروفه يحرم من شيء يحبه حتى لا يساوم الطفل ويفقد العقاب مصداقيته
تفسير النماذج العدوانية الإعلامية من خلال الدراما والتلفازوأفلام الكارتون وتوضيح أن ذلك كله من قبيل الخيال والتأليف وليس الواقع الحقيقي
د. نجوى إبراهيم الشرقاوي
تعتبر العدوانية رد فعل طبيعي عند الأطفال الصغار وحيث يوجد أطفال لا يمكن أن يوجد الهدوء فالطفل لا يستطيع أن يظل جالسا لمدة طويلة لذلك لابد أن تكون هناك مساحة تتيح له الحركة فأحيانا كثيرة يكون السلوك العدواني عبارة عن أفعال لا إرادية هدفها اللهو واللعب واستطلاع البيئة المحيطة وإشباع حاجات أحبط الطفل في إشباعها ففي بعض الأحيان تعتبر الأمهات شقاوة الأطفال ولعبهم واستكشافهم البيئة المحيطة والفك والتركيب للألعاب ، وفتح الأبواب المغلقة واستطلاع الأشياء وفتحها نوع من العدوانية وتقابل هذه الأم هذه السلوكيات بالتضجر والضيق والانفعال الشديد ويجب عليها التحلي بالصبر والتمتع ببعد النظر في إشباع حب الطفل ولا توقف الأم تحركات الطفل ما دامت لا تشكل خطرا عليه أو على البيئة المحيطة
ما الفرق بين عدوانية الأطفال وشقاوتهم ؟
الفرق في درجة السلوك وليس في نوعه أي تكرار السلوك ودرجة شدته ، وتكرار السلوك يعنى أن يكون طفل معين مثير للمتاعب والسلوكيات العنيفة مع إخوته داخل الأسرة أي كثرة سلوكياته العدوانية أما درجة شدة السلوك فتعني أن يدفع الطفل أخاه غيران بعضه أو بقذفه بالأشياء
والسلوك العدواني قد يأخذ في التناقص في الكبر إلا أن العدوان المفرط في الطفولة المبكرة له دلالة حيث أن من كانوا يتسمون بالعدوان المفرط في الطفولة المبكرة صاروا بعد ذلك بالغين من السهل استثارة غضبهم ومن السهل عليهم التصرف بعدوانية
والسلوك العدواني هو الأذى المقصود الذي يلحقه الطفل بنفسه أو بالآخرين سواء كان هذا الأذى بدنيا أو معنويا مباشرا صريحا أو ضمنيا ويدخل في نطاق هذا السلوك التعدي على الأشياء والمقتنيات الشخصية بشكل مقصود سواء كانت هذه الأشياء ملكا للطفل أو لغيره
والسلوك العدواني للطفل يأخذ أشكالا منها : التهجم الجسمي ، الضرب العض الرفس القذف بالاشياء الدفع البصق وقد يكون تهجم لفظي كالتنابذ بالألقاب والإهانة والسخرية الإيحاءات المهينة المشاحنات التهديد بالأذى تدمير ممتلكات الآخرين أو الممتلكات العامة عنف المزاج وحدته كضرب قدميه بالأرض صارخا اة يلقي نفسه على الأرض صائحا
العدوانية المفرطة في سلوك الطفل لها تأثيرات على سماته الشخصية وكذلك على محيطه الاجتماعي فالطفل العدواني حاد الطبع سريع التهيج غير ناضج غير محدد المشاعر متقلب في انفعالاته متمركز حول ذاته يعاني من النقد والإحباط ويترتب على ذلك مجموعة من السمات الشخصية تتمثل في الأنانية وعدم القدرة على تحمل افحباط ورفض السلطة وعدم الشعور بالمسؤولية المغالاة في اتهام الذات الإفراط في جذب الانتباه نقص المبادأة والاعتماد المفرط على الآخرين تصلب التفكير السلوك الاستغلالي والطفل الذي يتم تقديره من خلال أصدقائه وبيئته الاجتماعية على أنه عدواني يرى العالم من حوله على أنه عدواني
وعدوانية الطفل المفرطة تجعله يقع في حلقة مفرغة حيث يتصرف بعدوانية فيعاقب بقسوة تولد لديه الكراهية والإحباط مما يؤدي إلى رد فعل عدواني من الطفل فيعاقب وهكذا سلسلة من العدوان والعقاب تضعف من قدرته على ابتكار بدائل لأساليب التفاعل الاجتماعي السليم مثل المفاوضة الحلول الوسط الإيثار التعاون السلوك التوكيدي الإيجابي
عدوانية الأطفال المفرطة ناتجة عن مجموعة من العوامل منها :
الممارسات الخاطئة في التربية إما تساهل شديد بحيث تخلو حياة الطفل من الضوابط والحدود او التشدد حتى يصل إلى مستوى الإحساس بالرفض من الأبوين أو أحدهما أو عدم الاتساق في المعاملة فتارة يعاقب وتارة يترك على نفس السلوك أو أحيانا يثاب على نفس السلوك وقد تعاقبه الأم ويشجعه الأب
التسلط والعقاب البدني الانفعالي كعقاب للطفل غيظا وغضبا منه وليس للتأدب كأن تعاقب الأم الطفل لأنه كسر تحفة غالية غضبا على التحفة وليس تعليما للطفل
انتشار نمط الأسرة الصغيرة (زوج وزوجة وأولاد)بدلا من الأسرة الممتدة متعددة الأجيال جعلت العلاقات الاجتماعية الحميمة محددة مما يفقد الطفل بدائل لنماذج متعددة من اشكال العلاقات الاجتماعية مثل التعاون الزيارات الود صلة الرحم الصراع التنافس المفاوضات
طبيعة الحياة المعاصرة فرضت السكن المحدود مما يحد من حرية تفاعل الأطفال ولا يترك مساحة مناسبة لحركة الطفل تسمح له بالانطلاق والجري والقفز لإفراغ طاقته وبالتالي الضجر والعنف والصراع الناتج عن كثرة الاحتكاكات
حرمان الطفل من بدائل للتنفيس عن طاقته مثل الاشتراك في النوادي والنزهات والمسابقات الرياضية أو الثقافية
المشكلات والخلافات الزوجية تعطي فرصة للطفل لملاحظة نماذج عدوانية أثناء الصراع الأسري يعمل على خلق تنبؤ للاستجابات عند الأطفال للغضب بالانفعال الشديد خاصة الأطفال ذوي الآباء العدوانيين
أحيانا السلوك الغاضب للطفل والذي يظهر في صورة صراخ وعدوان والاستجابة للطفل بعد ذلك يجعل الطفل مركز انتباه داخل الأسرة وإذا تعلم هذه الاستجابةالغاضبة فإن التغرير والاستجابة للطفل يكون ذلك كاف لبقاء الطفل على سلوكه الغاضب ليحقق من خلاله استجابة الأسرة لمطالبه
ماذا نفعل ؟ (علاج العدوانية)
من الإيجابي تحديد السلوك المرغوب فيه وتعليمه للطفل أفضل من عقابه وكذلك وصف السلوك الجيد بدقة فنشرح للطفل السلوك لامطلوب منه مثل التعاون فيإطعام أخيه أو حمله أو المساعدة في البحث عن شيء مفقود أو جمع الألعاب واللعب الجماعي والإحساس بمشاعر الآخرين في حالة البكاء والمرض والتفاوض والوصول إلى حلول ترضي أطراف اللعب والسلوك التوكيدي في أن يصف الطفل مشاعر غضبه ويطالب بحقه في هدوء بأن يقول هذا الشيء ملكي ولابد أن ترده لي لأن أخذه بدون استذان يثير غضبي وأن يقدم التوجيه والاقتراح وأن يحترم ملكية الآخرين
مكافأة السلوك المرغوب إن أي فترة لعب للطفل العدواني تمر بدون مضايقات يجب أن أمدح الطفل على هذه الفترة ومن الضروري مزج المدح مع شيء من المكافآت المادية
التجاهل المقصود المخطط له بعد إثابة السلوك الاجتماعي المرغوب يجب أن تكون الإثابة ممزوجة بنوع من التجاهل المقصود والتغاضي عن بعض السلوكيات العدوانية للطفل ما لم تكن عدوانية الطفل ناتج عنها ضرر خطير أو تهديد خطير للطفل أو أقرانه وكذلك حالات السلوكيات العدوانية غير المقصودة
إعطاء قدر كبير من الاهتمام والرعاية للضحية الذي اعتدى عليه الطفل أظهري هذا الاهتمام فورا من خلال التعاطف والحنان والترتيب على كتف الطفل والتقبيل للطفل وإعطاؤه بعض الهدايا للطفلا المعتدى عليه
قضاء وقت مع الأطفال يوميا داخل المنزل فالجلوس معهم قبل النوم ولو نصف ساعة والتحدث في موضوعات خاصة بالطفل وحواديت تحث على قيم التعاون والإيثار والتضحية والتعاون الإيجابي مع الاخر قضاء وقت خارج المنزل يعطي فرصة للانطلاق وتفريغ الطاقة وبالتالي إخماد الاستجابات العدوانية لدى الأطفال
وضع حدود وعقاب متفق عليه عندما يعتدي الطفل أو يسلك سلوكا عدوانيا ويتم عقاب الطفل فور ارتكابه سلوك عدواني كأن نغلق التلفاز ، يمنع من الخروج يحرم من مصروفه يحرم من شيء يحبه حتى لا يساوم الطفل ويفقد العقاب مصداقيته
تفسير النماذج العدوانية الإعلامية من خلال الدراما والتلفازوأفلام الكارتون وتوضيح أن ذلك كله من قبيل الخيال والتأليف وليس الواقع الحقيقي