قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز
" أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى " (العلق:14)
كانت البداية نظرات عابرة , ثم همسات وكلمات , هناك حيث لا أحد يرى,خيانة للأمانة وتضييع للكرامة وقلوب مطمئنة لأن لا أحد يرى !! ثم كان اللقاء الأول , ومرت الأيام , و تسارعت الخطى لتحملهم بعيدا عن أعين الناس , وأغلقت الأبواب , و أطمئنت القلوب فلا أحد يرى , وبدأت المعصية , وكانت النهاية , ولكن … أحقا أنه لا أحد يرى !!؟؟
قال سبحانه وتعالى " أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَد " , تلك الحقيقة التي جهلها كثير , وعلمها كثير دون أن ينفعهم علمهم , لتجد من لا يقدر أن يفعل معصية أمام الناس يفعلها أمام الله , وليكون الله سبحانه أهون عليه من الناس ,ولتكون خيفة الناس عنده أعظم من خيفة الله سبحانه, فأين العقول الواعية والقلوب المؤمنة ؟! .
فإلى هؤلاء والى نفسي أقول أسمع هذه القصة الواقعية المختارة من أحد دروس الطبيب الداعية عبد المحسن الأحمد يقول فيها , وتمعن بما تقرأ .
" هذه حادثة لن أنساها ما حييت, هذه الحادثة وقفت عليها بنفسي ما أخبرني عنها صديق ولا قريب . في أيام التطبيق في المستشفى و نحن نطوف على المرضى إذا بنظري يقع على منظر غريب ما تحركت بعده عينيي, رجل أمن عند غرفة من غرف حديثي الولادة ! ماذا يفعل هناك ؟! فشغل الموضوع فكري حتى دخلنا إلى تلك الغرفة ويا ليتنا ما دخلنا, رأينا موقف بكت القلوب وسالت الدموع دما قبل أن تبكي العيون ,دخلنا فإذا بنا ننظر إلى مشهد وقفت له أنفاسنا ,رضيعة في تلك الحضانة لا تدري ما حولها, أنبوب تنفس من الفم إلى الحنجرة وأنبوب في الأنف إلى المعدة , وابر قد أثبتت في رأسها وابر قد أثبتت في ذراعيها و فخديها, نصف الرأس مهشم وعين واحدة العين الأخرى قد غارت ما ترى مكانها إلا تجويف وسواد, القلب ينبض ويحرك تلك الأضلاع والافخاد قد نكست.
هذه الرضيعة ما خلقها الله بهذا الشكل, ولكن ما ذنبها لماذا منظرها يبكي؟ هذه الرضيعة ضحية شاب وفتاة, فتاة قليلة عقل وقليلة دين ظنت أنها تفهم كل شيء وظنت أنها تلعب ولا يلعب عليها مكالمات ورسائل وكلمات الحب والغرام والعشق والهيام بينهما واستمرت المكالمات ثم زرعت الثقة والحب بعد أبيات من الأشعار يقولها لها, المهم إنها خرجت معه " أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَد " (البلد:7) خرجا والله يراهما, استخفيا من الناس, لكنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء , فتوالت المواعيد وطال حلم الله عليهما حتى كان ذلك اليوم أراد الله أن يوقف تلك المعصية, فتحرك الجنين وقدر الله عز وجل قدره وأمر أمره " وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُورا ً "(الأحزاب: من الآية38) وأمره لا يرد ,وتحرك ذلك الجنين ودبت فيه الروح بدءا يتشاوران وكثر الكلام واضطربت القلوب كم فكرا وكم تشاورا على أن يذهبا إلى أي مستشفى خاص علهما أن يجهضان ذلك المخلوق الذي دب في ذلك الرحم لكن الله أمر أن لا يتعرض أحد ولا يتجرا أحد أن يجهض ما أثبته الله, فلما يأسا بدءا يضربان بطن تلك الفتاة , يضربان حتى يسقط ذلك الجنين ويموت ويستر عليهما خافا من الناس " يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً " (النساء
ولكن ... ,فإذا بذلك البطن يكبر , أخذها والدها إلى المستشفى عندنا ظن انه ورم ويا ليته كان ورم, لكن هناك أمر أراده الله عز وجل أن يثبت فتخرج ترك الرضيعة ,مهشمة الرأس مكسرة الأضلاع منكسة الافخاد بعد الضرب , لكن ما انتهت القصة الفتاة خلف القضبان أتوا بها ونحن نرى حتى تنظر إلى أثار تلك الكلمات وتلك الضحكات والليالي الحمراء والله خرت أمامنا تبكي, الشاب لا يدرون أين هو ألان ولكن هناك واحد يدري أين هو ألان ويملك نبضه وقلبه وتحركات أطرافه ويملك آلامه وأوجاعه " أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى " (العلق:14) ,الأدهى والآمر يأتي والد تلك الفتاة بعد ذلك التسيب وعدم الاهتمام في رعيته التي استولاه الله سبحانه عليها يأتي ويدخل المستشفى ويخرج مسدس يريد أن يقتل تلك الرضيعة ما ذنبها هل دنست لك عرضا هل شوهت لك سمعة ؟ ولكن بحمد الله أتى الممرضون وامسكوه حتى جاء رجال الأمن وأخرجوه ووضع رجل أمن على باب غرفتها , وبعد أيام ماتت تلك الرضيعة هي ألان تحت الأرض يراها الله عز وجل, المشهد انتهى عند كثير من الناس لكن عند الله ما انتهى لأنه يرى الثلاثة ويرى الأب ألام الذين فرطا , وسوف ينفخ في الصور ثم يخرجون من القبور وتخرج تلك الرضيعة وسوف تمشي بين الناس في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وتعرض تلك الفتاة وذلك الشاب وتأتي تلك الرضيعة لان لها حق والله لا يضيع حق أحد تتعلق في أعناقهما وتقول ربي سلهما لماذا فقئوا عيني ربي أنت خلقتني بعينين فلماذا فقئوا عيني ولماذا هشموا رأسي رباه لماذا كسروا أضلاعي ربي اسألهما لماذا ...؟؟!!
قال تعالى " وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُون " (الصافات:24) "
وقال سبحانه " أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ " (الزخرف
0)
صدق الله العظيم والصلاة والسلام على خاتم المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد خير المرسلين.
وفي النهاية آية ممكن تغيير حياة إنسان