1- النفس:
الأصل فيها أنها أمارة بالسوء (وإن النفس لأمارة بالسوء )إلا من رحم الله
هذه النفس التي خلقت من تراب، هذه النفس التي خلقت من طين الأصل فيها أنها تأمرك بالسوء فلابد عليك أن تجاهدها، لابد عليك أن تخالفها، حتى في بعض المتاحات كان سلفنا رحمهم الله لا يطيعون أنفسهم حتى في بعض المباحات ولم؟ لأنها قد تجرهم إلى السيئات، قد تجرهم إلى المعاصي والعياذ بالله
* يرى عمر بن الخطاب جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه في يوم من الأيام يمر جابر وفي يده لحمة اشترى لحم فيقول له عمر : يا جابر ما هذا الذي في يديك ؟ علم جابر أن عمر يسأله عن اللحمة فلم يقل هذه لحمة بل : قال يا أمير المؤمنين هذه لحمة اشتريتها بدرهم ، يعني أنا لم أبذر ، أنا لم أسرف بدرهم...قال هذه لحمة اشتريتها بدرهم اشتهتها نفسي.
فقال عمر : أوكلما اشتهت نفسك شيئاً لبيتها إني أخشى أن نكون ممن (عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا)
ولنسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يحمد الله جل وعلا يقول (ونعوذ بك من شرور أنفسنا) نعوذ بك من شرور أنفسنا...يا الله،
تأتي هذه النفس فيعينها الشيطان علينا ..
2- الشيطان:
الذي قال ووعد أنه سوف يلبس علينا جميعا، الذي وعد أنه يوسوس لنا جميعاً ويجرجرنا لكي ندخل معه النار والعياذ بالله ، هذا الشيطان الذي أمرنا الله جل وعلا أن نستعيذ به منه
هذا الشيطان الذي يوسوس لك يقول اسفك إن الله غفور رحيم، وينسيك أن الله شديد العذاب...قال الله (بشر عبادي أني أنا الغفور الرحيم ) ثم ماذا (وأن عذابي هو العذاب الأليم ) آية تلو الأخرى .. بين رجاءٍ وخوف ..
يقنطك الشيطان إذا عصيت...تعصي فيأتيك ويقول الله لا يغفر لك، الله لا يغفر لك ابق على معصيتك اترك الصلاة، لا تزكي، رابي، اسمع معاصي، قل معاصي، افعل معاصي، كن في وحل المعاصي والسيئات .. فإياك أن تسمعه ، انتصر عليه ، استغفر وتب وفي الأثر : ( أرهقت ابن آدم بالمعاصي وأرهقني بالاستغفار ) ..
وخالف النفس والشيطان واعصهما ..... وإن هما محضاك النصح فاتهم
ثم تأتي هذه الدنيا ..
3- الدنيـــــا:
هذه الدنيا مادتها دنيـــــا دنية تأتي لكي تعلقك بها
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر اثنان لوحدهما لا أحد معهما وإذ برسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث سنده صحيح عند البيهقي إذ به يقول ويشير بيده إليك عني ..إليك عني هكذا فيقول أبو بكر ينظر يمنة، ينظر يسرة لا أحد فيقول يا رسول الله من تخاطب وليس هاهنا أحد؟
فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر هذه الدنيا تزينت لي فقلت لها إليك عني، إليك عني فقالت إن نجوت مني لن ينجو مني من بعدك...
إنها تتوعدنا أجمعين ألا ننجو منها !!
أتعرفون متى قال أبو بكر هذا الحديث ؟ قال هذا الحديث عندما قدم له إناء فيه عسل مشوب بماء فأتى ليشرب منه فتذكر هذا الحديث فبكى رضي الله عنه حتى أبكى من حوله فسكتوا ولم يسكت ثم بكوا وسكتوا ولم يسكت ثم بكوا وسكتوا وسكت فسألوه ما الأمر فأخبرهم بهذا، أخبرهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن نجوت مني لن ينجو مني من بعدك)
* حيدرة الذي سمته أمه حيدرة البطل المغوار الشجاع يقول في كل شجاعة وفي كل صلابة وهو يحادث ويحدث هذه
* رأى علي رضي الله عنه عمار بن ياسر في يوم من الأيام حزيناً كئيباً واضع يده على خده هكذا فمر عليه علي فقال له يا عمار لا تحزن، يا عمار لا تحزن على الدنيا، لا تحزن...إن كان حزنك يا عمار من أجل آخرة فبها ونعمت وأما من أجل دنيا فلا تحزن...هذا معنى كلام علي يا عمار لا تحزن على الدنيا إنما الدنيا ستة أشياء...ولنستمع إلى كلام علي بن أبي طالب في هذه الدنيا الذي أورده القرطبي في تفسيره في سورة الكهف يقول يا عمار إن للدنيا ستة أشاء مأكول ومشروب، ملبوس ومشموم، مركوب ومنكوح هذه هي الدنيا
قال فأما مأكولها فأطيب مأكولها العسل وهو بصقة ذبابة
وأما أطيب مشروبها الماء وفيه يتساوى الحيوان ( أي يتساوى الحيوان والإنسان ، كلٌ يشرب ماء )
وأطيب ملبوسها الحرير وهو نسج دودة
وأطيب مشمومها المسك وهو دم فأرة
وأطيب مركوبها الخيل وعليه يقتل الرجال
وأما منكوحها فمبال في مبال ..
هذه الدنيا يا من تعلقت قلوبكم بالدنيا إنها عدو .. هنيئاً والله لمن جعل الدنيا في يده ولم يجعلها في قلبه، هنيئا لمن جعل الدنيا في يده ولم يجعلها في قلبه ..
4- الــهــوى :
فالنفس تريد المعاصي وتهواها .. ولكن من خالفها فليتذكر قوله تعالى : (فإن الجنة هي المأوى )
5- الحرص والسباق على الدنيا :
يقول الحسن البصري رحمه الله : إذا رأيت من يسابقك بالآخرة فسابقه ومن رأيته يسابقك في الدنيا فدعها له
6- التسويف :
سوف أتوب، سوف أفعل، سوف أصلي، سوف أزكي، سوف أصوم، سوف..سوف ثم تتفاجئ بأن الموت قد أتى
الوقت أثمن شيء في الوجود يرى ... وآفة الناس من سين وواو وفا
أسأل الله أن يعصمني وإياكم من هذه الست وأن يرحمنا جميعاً وأن ينفع بهذا الكلام قائله وقارئه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ..