عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ([انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امراة ينكحها فهجرته الى ماهاجر اليه )) .
الشرح و البيان :اشتمل الحديث على قاعدتين عظيمتين جامعتين :
القاعده الاولى : ((انما الاعمال بالنيات )):
ومعنى ذلك : صحه الاعمال وبطلانها ، وقبولها وردها ، و الثواب عليها وعدمه بحسب ما فيها من نيه . فالاعمال لا تاخذ حكما شرعيا في نظر الشرع إلا اذا كانت مصحوبه بالنيه . وشرعت النيه لتمييز العاده من العباده ، او تمييز العباده بعضها عن بعض.
مثال :
الجلوس في المسجد قد يقصد للاستراحه في العاده ، وقد يقصد للعباده بنيه الاعتكاف .
القاعده الثانيه (وانما لكل امرئ ما نوى )):
اي ان الانسان لا يحصل له من عمله الا ما نواه به ، فإن نوى خيرا حصل له خيرو ثواب ، وإن نوى شرا حصل له شر عقاب ، فاذا تصدق الانسان على فقير وهو ينوي الرياء و السمعه و الشهره ، فلا ثواب له على هذا العمل لانه عمل خبيث مردود عند الله تعالى ، واذا تصدق عليه لا يريد الا وجه الله و الدار الاخره ، اثيب على هذا العمل لانه عمل طيب مقبول عند الله تعالى .
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالين لعملين من الاعمال .
1/فمن كانت هجرته الى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم نيه وقصدا ، فهجرته الى الله ورسوله ثوابا واجرا .
2/ومن كانت هجرته الى دار الاسلام حبا في حطام الدنيا ، كالمال و المراة ، فهجرته الى من هاجر اليه .
وانما عطف المراة على الدنيا ، و إن كانت داخله في عمومها ، لانها من متاعهالزيادة التحذير من المراة ، لان فتنتها اعظم وأضر من غيرها ، لقوله صلى الله عليه وسلم :
((ما تركت بعدي فتنه أضر على الرجال من النساء
اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وقني شر نفسي واستغفر الله لي ولكم