عندما تشعر بأنك اصبحت غريبا بين من تنتمي اليهم
عندما تشعر بأنك غير مرغوب فيك
وعندما ينسون احسانك اليهم ولا يتذكروا ويضخمون اي خطأ منك
شعور صعب عندما لا يحس بمعاناتك الاخرين وتصطدم بالواقع المر
ويتوه منك الكلام وتذرف الدمع حسره وتكاد ان تصرخ أنا منكم كيف تتركوني
لماذا اصبحت القلوب ضيقة والمفاهيم مغلوطة والظلم سائد والحقيقة مره ومهزومة
بكل ما أعطيتهم من جهدك وحبك تجرح كرامتك الثمينة
من بشر غطت على قلوبهم غشاوة الحقد والطمع ودخلوا الى عالمك فانتهكوها
هناك من الامثله الكثير
فهل قبل ان تصطدم معهم ...هل تقرر الرحيل..؟؟
الرحيل فقط ..بدون ان تودعهم ..مع كل ما تملك لهم من الحب
تعلم انك ضائع ولكن ربما تجد مكاناً في الأرض تقضي ما تبقى فيه من عمرك
وربما تجد أناس كانوا مطرودين قد ضمدوا جراحهم
ولكن مهما ضمدت جراح الغربة فإنها ستنزف مع كل ذكرى من الذكريات
مع ذكرى أحباء رحلوا ..وارض زرعت فيها جذورك ..ولكنها ستبقى ذكرى
الرحيل بلا صوت،،
إذا قررت الجري يوما فاصطدمت بالجدار
أو فكرت في الطيران إليهم فاصطدمت بالسقف
فعندها فقط ..انتعل إحساسك بالإحباط
وارحل بلا صوت وعند الرحيل
لا تضيع وقتك في البحث وانتقاء كلمات الحب أو الاعتذار او الوداع
فكل الكلمات التي تولد لحظة الفراق
إنما هي مجرد محاولات فاشلة لتبرير وتفسير هروبك،،
وعند الرحيل ايضا
يغلق البعض في وجهك كل أبواب الرحيل
كي يمنعك من الرحيل ..لانه يحبك
والبعض يعترف لك بحبه عند الرحيل كي يبقيك معه
ويكتشف البعض الاخر أنه يحبك بعد الرحيل
فيحترق ويحرقك بإكتشافه المتأخر
وحين تقرر الرحيل
لا تدفن رأسك في الرمال كي لا تلمح وجوه اولئك
الذين أحبوك بصدق وراهنوا على بقائك معهم فخذلتهم برحيلك
ولا تبك بصوت مرتفع كي يصل صوتك لأولئك الذين
أحببتهم بالصدق ذاته فخذلوك
وأترك المساحات خلفك بيضاء وشاسعة لهؤلاء وهؤلآء
كي يمارس كل منهم طقوس حنينه إليك بطريقته الخاصة ،،
وللرحيل أكثر من نافذة وأكثر من باب
تراودنا احيانا فكرة الرحيل بلا أجنحة والطيران بعيدا عن كل الأشياء
وإحكام إغلاق أبواب ونوافذ العودة خلفنا
والبدء من جديد في عالم جديد برغم يقيننا التام
أن محاولة الطيران بلا أجنحة حماقة لن يغفرها لنا التاريخ
فالرحيل بلا صوت هو أجمل هدية نقدمها لانفسنا كي نختصر بها
مسافات الألم و الإحباط والفشل حين نشعر بأن كلماتنا لا تصل إليهم
همسة أخيرة
البعض يشتري إحساسك لانه يحبك ..!
والبعض الآخر يبيع إحساسك لأنك تحبه؟!