الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ما هي الأمانة الواردة في قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ
[الأحزاب:72]؟ نرجو منكم التوجيه
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه
ومن اهتدى بهداه أما بعد : فهذه الأمانة أوضحها العلماء في كتب التفسير هي دين الإسلام
هي ما شرعه الله لعباده من فرائض, ومن محرمات يجب على المكلفين أداء الفرائض وترك
المحارم وهذه أمانة, قال- جل وعلا-:إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا (النساء: من
الآية58), وقال-جل وعلا-: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (المؤمنون:8), وقال-
سبحانه-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الأنفال:
27), وقال- عز وجل-: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا
وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72), فهي ما أوجب الله
علينا من التوحيد الذي هو أصل الدين, وإخلاص العبادة لله وحده ، وهكذا ما أوجب الله علينا
من اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -, والإيمان بأنه رسول الله, والإيمان بكل ما أخبر
الله به ورسوله من أمر الجنة, والنار, والساعة, والجنة, وغير ذلك, والحساب, والجزاء كل
ذلك داخل في الأمانة ، وهكذا الإيمان بالصلاة, والزكاة, والصيام, والحج, والجهاد, والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلك داخل في الأمانة، لابد أن تؤدى هذه الأمور على
الذي شرع الله كل ذلك أمانة ، هكذا ترك المحارم أمانة ، فالواجب على كل مسلم أن يتقي
الله, وأن يؤدي فرائض الله, وأن يحذر محارم الله, وهذا العمل هو أداء الأمانة .