بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأتحدث إن شاء الله عن أسباب نزول بعض الآيات القرآنية
أولا" سورة البقرة :
سبب نزول الآية 19 (( أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ))
قيل أنه كان رجلان من المنافقين من أهل المدينة هربا من رسول الله الى المشركين فأصابهما المطر الذى ذكر الله : فيه رعد شديد و صواعق و برق ، فجعلا كلما أصابهما الصواعق جعلا أصابعهما فى آذانهما من الفرق أن تدخل الصواعق فى مسامعهما فتقتلهما و اذا لمع البرق مشيا الى ضوئه ، و اذا لم يلمع لم يبصرا ، فأتيا مكانهما يمشيان ، فجعلا يقولان : ليتنا قد أصبحنا فنأتى محمدا فنضع أيدينا فى يده ، فأتياه فأسلما وضع أيديهما فى يده و حسن اسلامهما فضرب الله شأن هذين المنافقين الخارجين مثلا للمنافقين الذين بالمدينة . و كان المنافقون اذا حضروا مجلس النبى صلى الله عليه و سلم جعلوا أصابعهم فى آذانهم فرقا من كلام النبى صلى الله عليه و سلم أن ينزل فيهم شىء او يذكروا بشىء فيقتلوا كما كان ذانك المنافقان يجعلان أصابعهما فى آذانهما .
الآية20 : (( يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير ))‏
كان المنافقون اذا كثرت أموالهم و ولدهم و أصابوا غنيمة أو فتحا" مشوا فيه و قالوا : آن دين محمد صدق و استقاموا عليه كما كان ذانك المنافقان يمشيان اذا أضاء لهما البرق و كانوا اذا هلكت أموالهم و ولدهم و أصابهم البلاء قالوا هذا من أجل دين محمد و ارتدوا كفارا كما قال ذانك المنافقان حين أظلم البرق عليهما .
الآيه26 ((إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهَُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفَاسِقِينَ ))
قيل لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين قوله : (( مثلهم كمثل الذى استوقد نارا )) و قوله : (( أو كصيب من السماء )) قال المنافقون : الله أعلى و أجل من أن يضرب هذه الأمثال فأنزل الله (( آن الله لا يستحيى أن يضرب مثلا )) الى قوله (( الخاسرون )) .
و قيل : آن الله ذكر آلهه المشركين فقال : (( و آن يسلبهم الذباب شيئا )) و ذكر كيد الآلهه فجعله كبيت العنكبوت ، فقالوا : أرأيت حيث ذكر الله الذباب و العنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد ، أى شىء كان يصنع بهذا ؟ فأنزل الله هذه الآيه .
و قيل أيضا" أنه لما نزلت (( يا أيها الناس ضرب مثل )) قال المشركون ما هذا من الأمثال فيضرب ، أو ما يشبه هذه الأمثال فأنزل الله هذه الآيه .
و يقال أن القول الأول هو الأصح أسنادا و أنسب و ذلك لأن الآيه مدنية و ذكر المشركين لا يلائم كون الآية مدنية .