لاتكتب ماستندم عليه في اخرتك ~انت سترحل وماكتبته سووف يبقى

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته

إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يوسف 40

يقول السعدي في تفسيره لهذه الآية

إن الحكم لله وحده، فهو الذي يأمر وينهى، ويشرع الشرائع، ويسن الأحكام، وهو الذي أمركم

( أن لا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) أي: المستقيم الموصل إلى كل خير.

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله

الأحكام التي شرعها الله لعباده وبينها في كتابه الكريم ، أو على لسان رسوله الأمين عليه من

ربه أفضل الصلاة والتسليم ، كأحكام المواريث والصلوات الخمس والزكاة والصيام ونحو ذلك

مما أوضحه الله لعباده وأجمعت عليه الأمة ، ليس لأحد الاعتراض عليها ولا تغييرها ، لأنه

تشريع محكم للأمة في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعده إلى قيام الساعة فالواجب

العمل بذلك عن اعتقاد وإيمان ، ومن زعم أن الأصلح خلافه فهو كافر ، وهكذا من أجاز

مخالفته يعتبر كافراً ؛ لأنه معترض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى

إجماع الأمة ؛ وعلى ولي الأمر أن يستتيبه إن كان مسلماً ، فإن تاب وإلا وجب قتله كافراً مرتدا

عن الإسلام ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من بدل دينه فاقتلوه)

انتهى كلامه رحمه الله تعالى

فالاعتراض على حكم الله وأوامره من تشريع وغيره يُكفر صاحبه ويعتبر مرتداً يحكم عليه

بالقتل إن لم يتب على هذا..

ويكون الاعتراض إما بالفعل أو الكلام فهناك من ترفض أن ترتدي الحجاب وتعترض على حكم

الله وهناك من تعترض بالكلام كالتي تعترض على تعدد الزوجات وغيرها

فهذه تعترض بأن يتزوج الرجل مثنى وثلاث ورباع ناسية أن هذا من حق الرجل وأن هذا حكم

الله الذي حكم به على أن يعدل بين زوجاته فهي تكملت بما يبوحه قلبها ومشاعرها عليها

ناسية أن هناك أمور لا يجب الاعتراض بها بل الاستسلام الكامل لشرع الله

ونجدها تحلل وتحرم كيف شاءت وحسب ما ترغب وترضى دون أن تعي أنها ترتكب ذنبا كبيرا

تستحق عليه القتل إن لم تتب منه

وهناك من تتكلم وتشير إلى الاعتراض على أحكام الله دون أن تنبه إلى ذلك فتستمر بخطئها

دون أن تعي أنها تحمل إثماً بعد إثم وذنباً فوق آخر وهي غافلة عما كسبته من ذنوب قد تؤدي

بها إلى نار جهنم والعياذ بالله

فأين هي من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، لا يلقي لها بالا ، يرفع الله بها درجات ، وإن العبد

ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6478

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وقوله صلى الله عليه وسلم

قلت يا رسول الله أنؤاخذ بكل ما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ بن جبل وهل يكب الناس على

مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم

الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/845 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

ألم تسمع بقول الله سبحانه وتعالى فتخاف وتحذر قبل أن تتكلم فهو يقول في محكم آياته مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

فكل كلمة ننطق بها مسجلة علينا وسوف نتحاسب عليها مهما صغرت الكلمة أو كبرت

وسنقف أمام الأحد الديان وكل كلمة سنُسأل عنها عندها لن ينفع الندم فالكلمة اذا لم تنطقها

ملكتها وإذا نطقتها ملكتك وأصبحت خارجة عن سيطرتك تماماً وقد تكون سبباً في هلاكك

يقال ان النعمان بن المنذر خرج ذات يوم تتبعه حاشيته حتى مروا على تلة ( مكان مرتفع

من الأرض ) فوقف عندها النعمان وصار يتأمل بالطبيعة من حوله... عندها تقدّم إليه رجل من

الحاشية فقال ذلك الرجل ترى يا مولاي لو ذبح احدهم على سفح تلك التلة إلى أين سيسيل دمه

ففكر النعمان لبرهة ثم قال والله ما المذبوح إلا أنت!!!! وسنرى إلى أين سيصل دمك فأمر به

فذبح على رأس التلة فقال رجل من الحاشية رب كلمة تقول لصاحبها دعني "

فبسبب كلمةٍ لم يحسن اختيارها أدت به إلى الموت فلو أنه قال غير ذلك لما أدى به إلى الموت
أخواتي الغاليات

فلنتق الله في فيما نقول ولنحاسب أنفسنا قبل ان نحاسب فالله تعالى يقول وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى

الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا

كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا

فلنعلم ان كل ما نقوله يدون وسنقف عليه يوم القيامة ونحاسب عليه

فانتق الله في أنفسنا ولنتفكر بكل كلمة نريد أن نقولها أو نكتبها قبل أن ننطق بها .
مما رااااااااااق لي