أهيب بن مناف
عم السيدة آمنة أم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
دخل الاسلام وهو ابن سبع عشرة سنة
وكان اسلامه مبكرا
وانه ليتحدث عن نفسه فيقول
ولقد أتى علي يوم واني لثلث الاسلام
يقصد أنه كان ثالث أول ثلاثة
سارعوا الى الاسلام
بدأ الرسول يتحدث فيها عن الله الأحد
فى بداية الاسلام
وعن الدين الجديد
الذي يزف الرسول بشراه
وقبل أن يتخذ النبي
صلى الله عليه وسلم من دار الأرقم
مكان له ولأصحابه الذين بدءوا يؤمنون به
كان سعد ابن أبي وقاص
قد بسط يمينه الى رسول الله مبايعا
كتب التاريخ تحدثنا
بأنه كان أحد الذين أسلموا
باسلام أبي بكر
و أعلن اسلامه مع الذين أعلنوه
باقناع أبي بكر اياهم
وهم عثمان ابن عفان
والزبير ابن العوام
وعبد الرحمن بن عوف
وطلحة بن عبيد الله
ومع هذا لا يمنع سبقه بالاسلام سرا
لسعد بن أبي وقاص امجاد كثيرة
يباهي بها ويفخر
لكنه لم يفعل ويتباهى
الا بشيئين عظيمين
أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله
والوحيد الذي افتداه الرسول
بأبويه فقال له يوم أحد
ارم سعد فداك أبي وأمي
اليس له الحق جيرانى
ان يتباهى – الله – كم هى جميلة
رسول الله يقول لاحد فداك أبى وأمى
والله اظن لو قيلت لاحد منكم
شوفوا ازاى راح يتباهى
ها اليس له حق سعد بان يتباهى
قال على بن ابى طالب
ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه الا سعدا
فاني سمعته يوم أحد يقول ارم سعد
فداك أبي وأمي
فضل الرسول على سعد
سعد كان من اشجع
فرسان العرب والمسلمين
وكان له سلاحان رمحه ودعاؤه
اذا رمى في الحرب عدوا أصابه
واذا دعا الله دعاء أجابه
وكان وأصحابه
يردون ذلك الى دعاء الرسول له
فذات يوم
وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم
منه ما سره وقر عينه
دعا له هذه الدعوة المأثورة
اللهم سدد رميته .. وأجب دعوته
وعرف بين اخوانه وأصحابه
بأن دعوته كالسيف القاطع
وعرف هو ذلك نفسه بأمره
فلم يكن يدعو على أحد
الا مفوضا الى الله أمره
قوة دعاؤه
روى عامر بن سعد
رأى سعد رجلا يسب عليا
وطلحة والزبير فنهاه
فلم ينته فقال له اذن أدعو عليك
فقال ارجل أراك تهددني كأنك نبي
فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين
ثم رفع يديه وقال
اللهم ان كنت تعلم
أن هذا الرجل قد سب أقواما
سبقت لهم منك الحسنى
وأنه قد أسخطك سبه اياهم
فاجعله آية وعبرة
فلم يمض غير وقت قصير
حتى خرجت من احدى البيوت
ناقة لا يردها شيء
حتى دخلت في زحام الناس
كأنها تبحث عن شيء
ثم اقتحمت الرجل
فأخذته بين قوائمها
وما زالت تتخبطه حتى مات
دموع سعد احبابى
الم تسمعون بقول عينان لا تمسهما النار
تعالوا لسعد
كان كثير البكاء من خشية الله
وكان اذا استمع للرسول يعظهم ويخطبهم
فاضت عيناه من الدمع
حتى تكاد دموعه تملؤ حجره
تلك عين محرمه على النار
والمكافأة المجزيه لها من الله
الجنة نعم فهو من المبشرين بالجنة
بشارة النبى صلى الله عليه وسلم لسعد
ذات يوم والنبي جالس مع أصحاب
نظر ببصره الى الأفق في اصغاء
كمن يتلقى همسا وسرا
ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لهم
يطلع علينا الآن رجل من أهل الجنة
وأخذ الأصحاب يتلفتون صوب كل اتجاه
لنظر السعيد الموفق المحظوظ
فطلع عليهم سعد بن أبي وقاص
ولقد تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص
في الحاح بان يدله على ما يتقرب
به الى الله
من عمل وعبادة فقال له سعد
لا شيء أكثر مما نعمل جميعا ونعبد
غير أني لا أحمل لأحد من المسلمين
ضغنا ولا سوءا
هذا هو الأسد في براثنه
كما وصفه عبد الرحمن بن عوف
وهذا هو الرجل الذي اختاره عمر
ليوم القادسية العظيم
ليقود جيش المسلمين
وكيف لا يختاره
وهو مستجاب الدعوة
اذا سأل الله النصر أعطاه اياه
عف اللسان انت يا سعد عف الضمير
وانت واحد من أهل الجنة
كما تنبأ له الرسول صلى الله عليه وسلم
فارس ببدر والفارس يوم أحد
والفارس في كل مشهد
شهده مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
موقفه مع أمه يوم اسلم
أخفقت جميع محاولات رده وصده
عن سبيل الله
فلجأت أمه الى وسيلة لتهزم روح سعد
وترد عزمه الى وثنية أهله وذويه
أعلنت أمه صومها عن الطعام والشراب
ليعود سعد الى دين آبائه وقومه
ومضت في تصميم
تواصل اضرابها عن الطعام والشراب
واوشكت على الهلاك
وسعد لا يبالي ولا يبيع ايمانه ودينه بشيء
حتى ولو يكون هذا الشيء حياة أمه
كانت تشرف على الموت
أخذه بعض أهله اليها
ليلقي عليها نظرة وداع
مؤملين أن يرق قلبه
حين يراها في سكرة الموت
وذهب سعد ورأى مشهد يذيب الصخر
بيد أن ايمانه بالله ورسوله
كان قد تفوق على كل صخر
فاقترب بوجهه من وجه أمه
وصاح بها لتسمعه
تعلمين والله يا أمه
لو كانت لك مائة نفس
فخرجت نفسا نفسا
ما تركت ديني هذا لشيء
فكلي ان شئت أو لا تأكلي
وعدلت أمه عن عزمها
سعد فى القرآن الكريم
نزل الوحي يحيي موقف سعد
ويؤيده فيقول
بسم الله الرحمن الرحيم
وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما