النار تتكلم وتبصر:
قال الله تعالى: إِذَا رَأَتْهُمْ مّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً [الفرقان:12].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشتكت النار إلى ربها فقالت: ربّ أكل بعضي بعضاً، فأذِن لها بنفَسين: نفَسٍ في الشتاء، ونفَس في الصيف، فأشدّ ما تجدون من الحرّ، وأشد ما تجدون من الزمهرير))[1].
ب- سعة النار وبُعد قعرها:
ويدلّنا على هذا أمور:
الأول: الذين يدخلون النار أعداد لا تحصى، ومع كثرة عددهم فإن الخلق الواحد فيهم يضخم حتى يكون ضرسه في النار مثل جبل أحد.
قال الله تعالى: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلاَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ [ق:30].
عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال يُلقى فيها وتَقولُ هلْ من مزِيدٍ حتى يضع فيها ربّ العالمين قدمه فينزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول: قدٍ قدٍ))[2].
الثاني: أنه لو ألقي الحجر من أعلاها احتاج إلى آمادٍ طويلة حتى يبلغ قعرها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع وجْبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تدرون ما هذا؟)) قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: ((هذا حجر رُمي به في النار منذ سبعين خريفاً، فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها))[3].
الثالث: كثرة العدد الذي يأتي بالنار من الملائكة يوم القيامة.
قال الله تعالى: وَجِيء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ [الفجر:23].
ويصف صلى الله عليه وسلم هذا المجيء بقوله: ((يُؤتى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمامٍ سبعون ألف ملك يجرّونها))[4].
ج- دركات النار وظلمتها وسوادها:
قال الله تعالى: إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ فِى ٱلدَّرْكِ ٱلأسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً [النساء:145].
قال ابن منظور: "الدرْك والدرَك: أقصى قعر الشيء، والدرك الأسفل في جهنم ـ نعوذ بالله منها ـ أقصى قعرها، ودركات النار: منازل أهلها، والنار دركات، والجنة درجات، والقعر الآخر درْك ودرَك، والدرك إلى أسفل"[5].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة)[6].
قال المباركفوري: " قوله (أوقد) بصيغة المجهول، (على النار) أي: نار جهنم، قال الطيببي: هذا قريب من قوله تعالى: يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ [التوبة:35]، أي: يوقد الوقود فوق النار، أي: أن النار ذات طبقات توقد طبقة فوق أخرى ومستعلية عليها. (حتى احمرّت) بتشديد الراء المبالغة في الاحمرار، فهي (سوداء مظلمة)، وفي رواية ابن ماجه: (فهي سوداء كالليل المظلم). والقصد الإعلام بفظاعتها، والتحذير من فعل ما يؤدي إلى الوقوع فيها"[7].
د- أبواب النـار:
أخبر الحق سبحانه أن للنار سبعة أبواب كما قال تعالى: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ جُزْء مَّقْسُومٌ [الحجر:43، 44].
قال ابن كثير: "أي: كتب لكلّ بابٍ منها جزء من أتباع إبليس، يدخلونه لا محيد لهم عنه، أجارنا الله منها، وكلٌ يدخل من باب بحسب عمله، ويستقرّ في درك بحسب عمله"[8].
قال علي بن أبي طالب لأصحابه: (تدرون كيف أبواب النار؟) قالوا: نعم كنحو هذه الأبواب، فقال: (لا، ولكنها هكذا، فوصف أبو هارون أطباقاً بعضها فوق بعض)[9].
وهذه الأبواب تكون مغلقة، قال الله تعالى: وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـئَايَـٰتِنَا هُمْ أَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ [البلد:19، 20].
هـ- شدة حر النار وعظم دخانها:
قال الله تعالى: وَأَصْحَـٰبُ ٱلشّمَالِ مَا أَصْحَـٰبُ ٱلشّمَالِ (41) فِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلّ مّن يَحْمُومٍ [الواقعة:41-43].
وقال: وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوٰزِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ [القارعة:8-11].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ناركم جزء من سبعين جزءً من نار جهنم))، قيل: يا رسول الله، إن كان لكفاية، قال: ((فضّلت عليهنّ بتسعةٍ وستين جزءاً كلهن مثل حرّها))[10].
قال الله تعالى: إِذَا رَأَتْهُمْ مّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً [الفرقان:12].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشتكت النار إلى ربها فقالت: ربّ أكل بعضي بعضاً، فأذِن لها بنفَسين: نفَسٍ في الشتاء، ونفَس في الصيف، فأشدّ ما تجدون من الحرّ، وأشد ما تجدون من الزمهرير))[1].
ب- سعة النار وبُعد قعرها:
ويدلّنا على هذا أمور:
الأول: الذين يدخلون النار أعداد لا تحصى، ومع كثرة عددهم فإن الخلق الواحد فيهم يضخم حتى يكون ضرسه في النار مثل جبل أحد.
قال الله تعالى: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلاَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ [ق:30].
عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال يُلقى فيها وتَقولُ هلْ من مزِيدٍ حتى يضع فيها ربّ العالمين قدمه فينزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول: قدٍ قدٍ))[2].
الثاني: أنه لو ألقي الحجر من أعلاها احتاج إلى آمادٍ طويلة حتى يبلغ قعرها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع وجْبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تدرون ما هذا؟)) قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: ((هذا حجر رُمي به في النار منذ سبعين خريفاً، فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها))[3].
الثالث: كثرة العدد الذي يأتي بالنار من الملائكة يوم القيامة.
قال الله تعالى: وَجِيء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ [الفجر:23].
ويصف صلى الله عليه وسلم هذا المجيء بقوله: ((يُؤتى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمامٍ سبعون ألف ملك يجرّونها))[4].
ج- دركات النار وظلمتها وسوادها:
قال الله تعالى: إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ فِى ٱلدَّرْكِ ٱلأسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً [النساء:145].
قال ابن منظور: "الدرْك والدرَك: أقصى قعر الشيء، والدرك الأسفل في جهنم ـ نعوذ بالله منها ـ أقصى قعرها، ودركات النار: منازل أهلها، والنار دركات، والجنة درجات، والقعر الآخر درْك ودرَك، والدرك إلى أسفل"[5].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة)[6].
قال المباركفوري: " قوله (أوقد) بصيغة المجهول، (على النار) أي: نار جهنم، قال الطيببي: هذا قريب من قوله تعالى: يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ [التوبة:35]، أي: يوقد الوقود فوق النار، أي: أن النار ذات طبقات توقد طبقة فوق أخرى ومستعلية عليها. (حتى احمرّت) بتشديد الراء المبالغة في الاحمرار، فهي (سوداء مظلمة)، وفي رواية ابن ماجه: (فهي سوداء كالليل المظلم). والقصد الإعلام بفظاعتها، والتحذير من فعل ما يؤدي إلى الوقوع فيها"[7].
د- أبواب النـار:
أخبر الحق سبحانه أن للنار سبعة أبواب كما قال تعالى: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ جُزْء مَّقْسُومٌ [الحجر:43، 44].
قال ابن كثير: "أي: كتب لكلّ بابٍ منها جزء من أتباع إبليس، يدخلونه لا محيد لهم عنه، أجارنا الله منها، وكلٌ يدخل من باب بحسب عمله، ويستقرّ في درك بحسب عمله"[8].
قال علي بن أبي طالب لأصحابه: (تدرون كيف أبواب النار؟) قالوا: نعم كنحو هذه الأبواب، فقال: (لا، ولكنها هكذا، فوصف أبو هارون أطباقاً بعضها فوق بعض)[9].
وهذه الأبواب تكون مغلقة، قال الله تعالى: وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـئَايَـٰتِنَا هُمْ أَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ [البلد:19، 20].
هـ- شدة حر النار وعظم دخانها:
قال الله تعالى: وَأَصْحَـٰبُ ٱلشّمَالِ مَا أَصْحَـٰبُ ٱلشّمَالِ (41) فِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلّ مّن يَحْمُومٍ [الواقعة:41-43].
وقال: وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوٰزِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ [القارعة:8-11].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ناركم جزء من سبعين جزءً من نار جهنم))، قيل: يا رسول الله، إن كان لكفاية، قال: ((فضّلت عليهنّ بتسعةٍ وستين جزءاً كلهن مثل حرّها))[10].