ما احلى التوبه
العمل/الترفيه : فى طاعه الله ورسوله المزاج : محبه سنه الحبيب صلى الله عليه وسلم نقاط : 5517
| موضوع: سوره قال عنها الرسول صلىالله عليه وسلم شيبتنى ما هى وما فضلها الجمعة مارس 11, 2011 6:52 am | |
| بعد حمد الله والثناء عليه بقوله:والسورة التي نحن بصدد تفسيرها و التعليق على آيها في هي سورة{ هود } و هي ثاني سورة في القرآن حسب ترتيب المصحف سميت باسم نبي من الأنبياء .و هذه السورة سورة مكية فقد جرت العادة في التعليق أننا نتكلم عن السورة إجمالاً ثم نختار منها ما نريد أن نقف عنده من آيات الكتاب المبين ، فنقول إجمالاً هذه السورة سورة مكيه عدد آيها 123 آية كلها مكية إلا قول الله جل وعلا فيها (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِوَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) فهذه المشهور عند العلماء إنها آية نزلت بالمدنية أما ماسوى ذلك فإنها آيات مكية نزلت قبل هجرته صلوات الله وسلامه عليه إلى المدنية وهذه السورة في أولها مجد الله جل و علا فيها كتابه و أخبر أنه مفصل و محكم من لدن حكيم خبير ثم ذكر الله جل و علا الأدلة على فوز أهل التوحيد و على الدلالة على أنه جل وعلا لا رب غيره و لا إله سواه و جاءت السورة بمقارنة بين أهل الإيمان والكفرثم ذكرت السورة عددا من رسل الله جل وعلا و أنبياءه بدأ بنوح و انتهاء بموسى عليهم جمعيا أفضل الصلاة والسلام و مما جاء في الآثار عنها [أي عن هذه السورة] أن النبي عليه الصلاة والسلام قال{شيبتني هود و أخواتها } و هذا إجمال جاء مفصلاً في رواية أخرى أنه صلى الله عليه وسلم قال { شيبتني هود و المرسلات و الواقعة و عما يتساءلون و إذا الشمس كورت }{ـ و الجامع بين هذه السور: هو كونها تتحدث عن اليوم الآخر و أهواله و ما يكون فيه و الله جل و علا ذكر ذلك صراحة في كتابه العظيم قال الله جل وعلا في سورة المزمل (يَوْماً يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيباً ) و هذا في الكلام عن اليوم الآخر و المقصود أن ما أجمله قوله عليه الصلاة والسلام{شيبتني هود و أخواتها } و هو عند الطبراني بسند صحيح جاء مفصلا في رواية الترمذي و الحاكم من حديث ابن عباس{ شيبتني هود و الواقعة والمرسلات و عما يتساءلون و إذا الشمس كورت}. الناس يختلفون في السبب الذي يدفعهم إلى أن يشيبوا باعتبار تعلق قلوبهم: فمن الناس من يشيبه التعليم "التدريس" و من الناس من يشيبه العقار و و هذا ظاهر في الناس و لا غرابة فيه و لا ننكره لكن النبي عليه الصلاة و السلام لما كان قلبه معلقا بالله يخشى الله و اليوم الآخر و يخاف ربه و يهابه جاء تعلق شيبه صلوات الله و سلامه عليه بهود و أخواتها أي :باليوم الآخر و لا يعني هذا أن النبي عليه الصلاة والسلام كان كثير الشيب وإنما مرد ذلك إلى العرف وقد بينا في دروس السيرة أن النبي عليه الصلاة و السلام مات و لا يحصى من الشيب فيه أكثر من عشرين شعره و قلنا إن أكثر شيبه كان في أسفل شفته السفلى ـ هاهنا ـ و في أعلى عارضيه في الفودين عن اليمين وعن الشمال كان فيه شيء من الشيب أما في لحيته فكان قليلاً جداً شعيرات يمكن عدها و كذلك شعر رأسه صلوات الله و سلامه عليه.ـ
[size=16] و قد قال عليه الصلاة والسلام كما بينا ( شيبتني هود وأخواتها ). مما شيب النبي صلى الله عليه وسلم منها قلنا إنه ذكر اليوم الآخر و إن كان بعض العلماء يقول إن الذي شيب النبي من سوره هود قول الله جل وعلا فيها : (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَتَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) قال المفسرون: ـ أي بعضهم ـ :الذي شيب النبي عليه الصلاة والسلام هذه الآية هو قول الله جل وعلا: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) لكن قوله عليه السلام لما قرن سورة هود بسورة المرسلات والواقعة وعمَّ وإذا الشمس كورت نفهم منه أن الذي شيبه منها ذكر أهوال اليوم الآخر لأن هذا هو الجامع ما بين هذه السور ، ثم نعود للسورة فنقول إن في هذه السورة ذكر الله جل وعلا أخبار الأنبياء والمشيب فيها:أن الله جل وعلا ذكر الأمم و تكذيبها لأنبيائها و رسلها كيف إن كان ذلك سبباً في فناءها و هلاكها ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ القُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ...) أي شاهد باق ظاهر كالحجر في أرض ثمود ،(وَحَصِيدٌ) : أي أمر منتهي كما هو في البحر الميت من قوم لوط على لوط السلام فهذه الأمور كلها مدعاة للشيب و الله جل وعلا ذكر فيها قوم نوح كما سيأتي ثم قال (..بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) ثم ذكر هود وقال جل وعلا فيها (أَلاَبُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ) ثم ذكر ثمود فقال جل وعلا (أَلاَبُعْداً لِّثَمُودَ ) ثم ذكر الله جل وعلا لوطاً فقال (ومَاهِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) ثم قال الله جل وعلا في مدين (أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) ثم قال جل و علا عن فرعون و آله و تكذيبهم لموسى وهارون قال: (وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةًوَيَوْمَ القِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ المَرْفُودُ ) فهذا كله دلالة تظهر الشيب في الإنسان إذا قرأها أنبياؤه ورسله على التفصيل ثم لما ختم قال (وَكُلاًّ ) أي كلاً مما مضى و التنوين هنا عن الحذف ( وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ) ثم ذكر الغاية (مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ) والخطاب لنبينا ومن يسمع من أمته ما نثبت به فؤادك (وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) ، و السورة بدأت بالدعوة إلى التوحيد و انتهت به (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَارَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) هذا ما يكون بين يدي السورة الآن ننتقل إلى ما نختاره من آيات نفسره منها قال جل وعلا فيها: (وَمَامِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ ....) من المقطوع به شرعاً و نقلاً و عقلاً و طبعاً أنه لا ملزم على الله لا ملزم على الله أبداً لكن الله عندما يقول (وَمَامِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) فهذا إلزام فضل لا إلزام واجب ،إلزام ماذا؟ إلزام فضل لا إلزام واجب (وَمَامِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) وحسب قواعد التفسير فإن الاسم إذا كان نكره وسبق بحرف الجر من و سبقت الجملة بما النافية فهذا أبلغ صيغة العموم في كتاب الله أبلغ صيغة العموم في كتاب الله أن يأتي الاسم نكره مسبوقا بحرف الجر من و الجملة مسبوقة بما النافية كمثل الآية التي بين أيدينا (وَمَامِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ) فما نافية و من للبيان و دآبة اسم جاء نكره فهذا من أبلغ صيغ العموم في كتاب الله جل وعلا ثم تليه أو تجاوره كلمة كل و الذي يعنينا هذا من أكبر وأبلغ صيغ العموم في كلام الله جل وعلا (وَمَامِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)) و قد جيء لرجل يقال له أبو أُسيد من السلف و كأنه فقير يستحقره الناس فسأله أحد الناس "من أين تأكل؟ كأنه يراه من دون عمل فقال : سبحان الله و الله أكبر إن الله يرزق الكلب أفلا يرزق أبا أُسَيد " إن الله يرزق الكلب أفلا يرزق أبا أُسَيد و قد جاء في بعض الأحاديث أن الأشعريين أهل اليمين عندما وفدوا على النبي كأبي موسي و أبي مالك و أبي عامر لما قدموا أناخوا مطاياهم حول المدينة مقربة من رسول الله و كان الجوع قد أثقلهم و أطاح بهم فقال بعضهم لبعض: أبعثوا رجلاً إلى رسول الله تطلبونه طعاما فاختاروا رجلاً منهم و قالوا له أذهب إلى رسول الله و أتنا منه بطعام فذهب الرجل فلما أقبل على النبي سمع الرجل النبي عليه السلام يقرأ في بيته هذه الآية (وَمَامِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ) فقال: " و الله مالأشعريون بأهون الدواب على الله" فهم العموم أن كل دابة على الله فقال: "مالأشعريون بأهون الدواب على الله" ثم رجع و لم يقل للنبي شيئاً فلما أقبل على أصحابة قال أبشروا بوعد الله كفيتم فظن أصحابة أنه بلّغ النبي عليه الصلاة والسلام أمرهم فما هو إلا قليل حتى جاءهم رجلان بقصعة من ثريد مملوءة جداً فأعطوهم إياها فأكلوا فبقي كثير مما لم يأكلوه فقالوا نحمله إلى رسول الله ينفع به غيرنا فأخذوه من لا يعلم أن هذا الرجل لم يخبر النبي فقالوا يا رسول الله جزيت خيراً ينتفع به غيرنا فقال " إنني لم أبعث إليكم بشيء فهذا رجل لا يكون ملكا لكن سخره الله إما عابر سبيل أو مار أو جار سخره الله جل وعلا لهؤلاء الناس يأتيهم بطعام الله و معلوم أن وعد الله حق لكن لا يعني ذلك أن يركن الإنسان بعدم الأخذ بالأسباب لكن الإنسان يأخذ بالأسباب و يعتمد على الملك الغلاب جل جلاله ثم قال سبحانه : ( وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَاوَمُسْتَوْدَعَهَا...). يا أرحم الراحمين . يا ارحم الراحمين . يا أرحم الراحمين برحمتك نستغيث فأغثنا وابدل سيئاتنا حسنات وأقرر عين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بى وبأمته. ياسلام سلمنى من كل أمر فى حياتى ويوم أموت ويوم أبعث حيا. رب أنت ولىّ فى الدنيا والاّخرة توفنى مسلما والحقنى بالصالحين . ((وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين )). __________________ [/size] | |
|
حفيدة عائشه
نقاط : 5232
| موضوع: رد: سوره قال عنها الرسول صلىالله عليه وسلم شيبتنى ما هى وما فضلها السبت مارس 12, 2011 8:51 pm | |
| جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك | |
|