ما احلى التوبه
العمل/الترفيه : فى طاعه الله ورسوله المزاج : محبه سنه الحبيب صلى الله عليه وسلم نقاط : 5518
| موضوع: السبات السبات السبات حتى الممات الجمعة مارس 11, 2011 5:36 am | |
| ومن معاني السفر أن المسافر غريب في أمر دنياه و آخرته , لا
يجد صاحبا , ولا معينا , فهو عالم بين جهلة , وصاحب سنة بين
هاجريها , وداع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء
والشيطان , وآمر بالمعروف بين آمرين بالمنكر , ناه عن المنكر
بين دعاة إليه .
لذا بشَّره رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ووصف حاله :
" طوبى للغرباء : أناس صالحون في أناس سوء كثير , من
يعصيهم أكثر ممن يطيعهم "
ولما سئل أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم : ما تمام النعمة ؟
قال : " أن تضع رجلا على الصراط ورجلا في الجنة "
سلمى واستلمى
إخوتاه .. البائع لا يستحق الثمن إذا امتنع عن تسليم ما باعه , فكذلك لا
يستحق العبد الجنة إلا بعد تسليم النفس والمال إلى المشتري , فمن قعد أو
فرّط فغير مستحق للجنة , فهل سلمت ما عليك لتستلم ما اشتهيت ؟!
"إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ
وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ "
وهل من باع نفسه وعلى استعداد أن يقدمها للذبح ارضاء لربه لا يقوى
على ما أهون من الذبح بكثير ؟! من غض بصر أو الاستيقاظ فجرا لصلاة أو
الصبر على لقمة حرام تُعرض عليه رشوة أو شبهة ؟!
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا فأهون ما يمُرُّ به الوُحولُ
أختي .. كلما لمست من نفسك فتورا أو انشغالا بالعاجلة أو ايثارا للفانية
أسأل نفسك : هل بعت ؟ هل اشتريت الجنة حقا وبعت نفسي ومالي في
سبيلها ؟! وما الدليل على ذلك ؟! وأي عقل في التأخر عن صفقة كهذه ؟! أو
الانشغال عنها بغيرها ؟! من يهب نفسه اليوم لربه وقد اشتراها , ومن باع
فليبادر , ولا يجزع مما يحاذر .
اعرفى اختى .. يهن عليكى ..
من عرف قدر الجزاء صبر على طول العناء , ولا عبر أحد إلى مقر الراحة
إلا على جسر التعب , فمصالح الدنيا والآخرة منوطة بالتعب , فدون نيل
المعاني هول العوالي , وما يُدرك منصب بلا نصب , وعلى قدر التعب تكون
الراحة ,ومن طلب الراحة بالراحة حُرم الراحة , فيا طول راحة المتعبين ..
هذا في الدنيا بحساب البشر , فكيف بالراحة الأبدية في الجنة وبحساب أكرم
الأكرمين ؟! فإذا أردت أن لا تتعب .. اتعب , وتشقى الأجساد في خدمة
النفوس الأبية .
فاستمسكوا أيها المؤمنون بإيمانكم، وعضُّوا عليه بالنواجذ، ولا يُهمكم موقف الناس منكم، وحسبكم أن الله معكم، وأن الله وليكم ... {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد:11].
والسلام عليكم -أيها الإخوة - ورحمة الله وبركاته.
| |
|