أختاه ..........تذكري أن الموت قادم
قال تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) .
ولك أن تتخيلي أيتها الأخت الفـــاضلة أن ملك المـوت قد دخل عليك الآن وسينادي عليك ويقول
( يا أيتها النفس الـ....................) وأنت بين تلك الكربات وتلك الحسرات تسألي نفسك يا ترى بأي نداء سوف ينادي علي ؟
هل سيقول يا أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ؟
أم سينادي ويقول يا أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب؟!
فـــإذا جــــــاء النداء الأول فذاك هو الفوز الذي لا فوز بعده وتلك هي البشرى التي لا تدانيها الـدنيا بما عليهاوأما إذا جاء النداء الثاني عياذاً بالله فتلك هي الحسرة التي لا تدانيها حسرة في هذه الدنيا .
المـــوت باب وكل الناس داخلة يا ليت شعـري بعد المـوت ما الــدار
الـــــــدار جنــــة خلد إن عملت بما يــرضي الإله وإن خالفـت فالنار
هــــما محلان ما للناس غيرها فــانظـــر لنفسـك أي الـــــــدار تختار
أختاه ......تذكري مجيء جهنم
أخرج الإمام مسلم من حديث عبد الله بن مسعود أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( يؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ) .
فيا له من مشهد مهيب تنفطر منه القلوب ...فإذا جيء بجهنم زفرت زفرة فلا يبقى ملــك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثي على ركبتيه والكل يقول اللهم سلم سلم ......... والكل يقول نفسي نفسي حتى أن عيسى بن مريم عليه السلام يقول من هول ذلك اليوم لا اسأله اليوم إلا نفسي لا اسأله مريم التي ولدتني.
تفسير بن كثير
يقول الحق تبارك وتعالى : ( كلا إذا دكت الأرض دكا دكا. وجاء ربك والملك صفا صفا . وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى . يقول يا ليتني قدمت لحياتي ) . (الفجر)
تأملي معي هذه الحسرة الشديدة لكل من فرط في طاعة الله جل وعلا إذا رأى جهنم فإنه يصرخ ويقول
( يا ليتني قدمت لحياتي ) كلمة يقولها كل من فرط في الصلاة وكل من عق والديه وكــــــل من ظلم العباد وتقولها كل من تركت حجابها وخرجت سافرة متبرجة ناسية قول الله جل وعلا.
(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفور رحيما ً) . ( الأحزاب)
تذكري أنها النار يا أختاه التي أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى اسودت فهي الآن سوداء مظلمة !! لو القي حجر فيها لظل يهوى سبعين خريفا حتى ينتهي إلى قعرها فاتقوا النار فإن حرها شديد ومقامعها حديد وقعرها بعيد.
تذكري أن نعيم الدنيا كله لا يساوي غمسة في جهنم .
أخرج مسلم من حديث أنس – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقول : هل رأيت خيراَ قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول لا والله يا رب ؟ ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهـــل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا أبن آدم هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول لا والله ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط ).
أختاه ......... ( أعلمي انك ستموتى وحدك ......وستحشري وحدك.....وستبعثي وحدك .....وستحاسبي وحدك وأعلمي لو أن أهل الأرض جميعا ً أطاعوا الله وعصيت أنت فلن تنفعك طاعتهم) .
واعلمي لو أن أهل الأرض جميعا عصوا الله وأطعت أنت فلن تضرك معصيتهم
أختاه............. ذنبك ..... ذنبك إنما هو دمك ولحمك .
فإن سلمت من ذنبك سلم لك دمك ولحمك وأن تكن الأخرى فإنما هى نار لا تطفأ وجسم لا يبلى ونفس لا تموت .
قال تعالى : ( أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة أعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير )
أختاه .........تذكري وقوفك بين يدي الله الجليل
عندما يأتيك النداء أين فلانة بنت فلان فيلقى الله في روعك انك أنت المقصودة من بين الخلائق فتقبلي على عرش الواحد الديان ياله من موقف عصيب .
أخرج البخاري ومسلم من حديث عدي بن حاتم انه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى ألا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلاّ النار تلقاء وجهه فأتقو النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة ) .
أختاه ..........تذكري يوم تشهد عليك الجوارح والأركان
قال تعالى : ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعلمون ) ( النور )
قال تعالى اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) (يس)
بل ستشهد عليك الأرض التي تمشين عليها متبرجة متعطرة.
أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة أنه قال :- قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية
( يومئذ تحدث أخبارها )
قال: أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا الله ورسوله أعلم .قال فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمه بما عمل على ظهرها أن تقول . عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا فهذه أخبارها