بسم الله الرحمان الرحيم *
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وأله وصحبه وسلم تسليما
( إغتنم خمسا قبل خمس )
قال النبي صلى الله عليه وسلم . لرجل وهو يعظه : إغتنم خمسا قبل خمس :
(1) شبابك قبل هرمك .
(2) وصحتك قبل سقمك .
(3) وغناك قبل فقرك .
(4) وفراغك قبل شغلك .
(5) وحياتك قبل موتك .
رواه الحاكم في المستدرك،341،4، من حديث إبن عباس رضي الله عنهما .
( الشرح )
قوله صلى الله عليه وسلم .. إغتنم خمسا قبل خمس .. شبابك قبل هرمكك .
الشباب هو : الطاقة القادرة على الفعل .
وهذا هو الذي يتأتى بعد عمر الطفولة ..
لاكن الأنسان لا يظل شابا ، بل كلما تقدم به العمر قل نشاطه .وكلما تقدم وهن عظمه . ولم يقدر على ما كان يقدر عليه.
فلا تتصور أنك ستظل شابا . ولاكن سيأتي عليك وقت لا تنهض بحركة .
فاستغل إذن شبابك هذا. حتى تخزن منه أعمال ، هذه الأعمال تكون لك عونا حين لا تقدر على العمل . حتى في أمر الدنيا . يعني إجتهد وأنت تستطيع أن تتحرك .وهذه يضرب مثل بها في الدنيا والأخرة.
فالله تعالى قد أعطاك دنيا وأعطاك كونا ينفعل لك . فإن غرست . وراعيت الزرع جدا وسقيته ورويته . وكذا . فستأخذ حقك . فكذالك يوصلك إلى الأخرة..
فقال لك تنتهز فرصة القوة أو مظاهرها. لتحاط لمظاهر الضعف وحيرته.
(2) وقوله صلى الله عليه وسلم : وصحتك قبل سقمك .
أنت صحيح الأن . قد تكون شابا وصحيحا . ويوجد شاب مريض . فلا أعرف متى يأتني المرض .
فلما تكون عندك فترة شباب وصحة فاستغلها واعمل النافع .
النافع الذي قد ينفعك فيما إذا جاء المرض أو جاءت الكهولة :
( 3) وقوله صلى الله عليه وسلم : وغناك قبل فقرك .
إذا كنت غنيا فابذل الخير حتى يكون لك رصيد إن إفتقرت
فكما أعنت غيرك . يعينك سواك :
( 4 ) وقوله صلى الله عليه وسلم : وفراغك قبل شغلك :
مشغول بماذا؟
مشغول بعافيتي . أريد أن أصح . وأريد أن أخذ دواء . وأريد كذا وكذا.
فانتهز فرصة فراغك من الأشياء . واعمل الأشياء تنفعك وقت المشاغل الطارئة :
( 5 ) وقوله صلى الله عليه وسلم : وحياتك قبل موتك .
أنت ستموت حتما. فخذ هذه الحياة منعة لك قبل الموت . فينقطع عملك :
وإذا ما أردت أن تبقى بعد عملك .فاترك عملا صالحا يجدد لك العمل بعد وفاتك . وولد صالح يدعوا له . أو صدقة جارية . أو علم ينتع به:
ففي الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .
إذا مات الأنسان إنقطع عنه عمله : إلا من ثلاث : إلا من صدقة جارية ... أو علم ينتفع به ... أو ولد صالح يدعوا له / رواه مسلم 14,1631 /
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليم