يقولوا عنها عانس
إنها الآن فتاة عانس وحسب
...أقرب الناس لها أهلها الذين يعيشون معها ويعايشون مأساتها
ويصلهم لهيبها بعد أن يحرقها
دعوني أتطفّل عليكم يا أهل من تسمونها عانس
لأتحدث إليكم في موضوع ذي حساسية بالغة
فأقول لكم: بأنها ابنتكم فلن أكون حينها أرقّ منكم عليها، ولا أعرف بأحاسيسها ومشاعرها منكم ولكنها محاولة في تخفيف همّها، وتسليتها عن غمّها، ربما يكون من المستغرب في التعامل مع هذه الفتاة أن نحذّر من مزيد العطف والإرضاء لها بما يميّزها عن أقرانها في الظاهر؛ لأن هذا النوع من التعامل سوف يذكّرها بحالها التي تحاول نسيانه، ولا يعني هذا أيضاً ألا نعوّضها شيئاً من الحنان والرعاية اللتين تنشدهما كأقرانها المتزوجات ولكن بطريقة تلقائية غير متكلفه
وإن من أسهل الأشياء وأكثرها أثرًا في نفس هذه الفتاة هو الابتسامة المشرقة التي يجب أن تستقبل بها أو تودّع، بها تنسى أحزانها، وتستقبل بها ساعات أكثر أملاً وسعادة، فكيف لو أُلحقت هذه الابتسامة بسؤال عن حالها وصحّتها وما فعلته في دراستها أو عملها أو نحو ذلك، إنها بلا ريب ستشعر بأن قلوباً صافية أخرى قد انضمت إلى قلبها ليحمل عنه شيئاً من همومها
والحياة الزوجية التي تفتقدها هذه الفتاه لا تخلو من أخطاء ترتكبها الزوجة غير أن الزوج ربما تغاضى عن زلاتها وعفا عن أخطائها
لتسير دفة الحياة بمزيد من الحب والألفة
والزوجة لا ريب تجد لذة في هذا الإغضاء، وذلك العفو؛ لأنها تقيس به مكانتها في قلب زوجها وحبّه لها.بمثال هذا التعامل يجب أن تُعامل به اختنا فى الله بل بأحسن منه وأكرم لأن الجود الخلقي في التعامل معها مبرّأ عن حظوظ النفس ورغباتها ولأنها حينما تحس بفقدان ما يكون سبباً للعفو عنها من التودّد القريب من نفس الزوج، تزداد لوعتها وحنينها إليه، وإذا كان غضّ الطرف عن الخطأ سجيّة العظماء والقادرين مع الناس أجمعين فلأن يتعامل به مع أحوج الناس إليه أبلغ في العظمة وكمال الشخصية
ومفاجأتك لها بهدية جميلة لمناسبة ما أو بدون مناسبة، أمر سينقُش في خاطرها المكلوم ذكريات تفيض بالمحبة لمن حولها، وتجعلها معهم أكثر صفاءً ونقاءً، وقل مثل ذلك في كل أمر حسّي تخصّ به هذه الفتاة كوجبة عشاء تحبّها أو حلوى تستلذها، أو حاجة كانت تسأل وتبحث عنها فيوفرها أحد أهلها لها، الأمر الذي سيترك حتماً لمسات حانية على فؤادها، تكون ثمارها الفرحة والبهجة على محيّاها وقلبها
ويا له من يوم سعيد على هذه الفتاة حينما نفرّحها بطلب مشاركتنا في رحلة خلوية أو سفر قريب، ليكون لها نصيب من المتعة المشتركة، والنزهة الخارجية، إنه يوم لن يُنسى، وساعات ستبقى. ولفتة جميلة من أهلها ينبغي أن يمكنوها من الاستمتاع بها، وهي فسح المجال لإمتاع أطفالهم وملاعبتهم وتوجيههم والحديث إليهم، وعدم ردّ هداياها لهم، ولو تكررت منها؛ لأن في هذا محاولة لإشباع روح الأمومة التي فُطرت عليها
كما أن على أهل بيتها أن يتجنّبوا -بطريقة طبيعية- الحديث عن أخبار الفتيات اللواتي خطبن قريباً أو أوشكن على الزواج؛ لأن هذا ربما أثار أشجانها، وأعاد إليها أحزانها ،
والرسول صلى الله عليه وسلم قال: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته » رواه البخاري.ولا يعني الاهتمام بخاطر ها أن نعين الفراغ القاتل على نفسها، بل يجب توفير كل ما فيه نفع لها، وذلك بفتح آفاق الثقافة والإبداع لفكرها، من أجهزة مساعدة لذلك كجهاز الحاسوب والمسجل والكتب المفيدة والمجلات النافعة والأشرطة الطيبة، أو حثها على الاشتراك في المناشط المفيدة المختلفة، كالدورات العلمية بكل أصنافها الشرعية وغيرها، ومراكز تحفيظ القرآن و يحفّ ذلك كله إشراف مباشر على ما تنتجه من عمل، وما تقدّمه من خدمات لنفسها ولأمتها، ويراعي من يقوم على ذلك مزيد التكريم لها والتشجيع والمكافأة على ما تبذله من عطاء، وما تقدّمه من إبداع، لتبحر سفينتها بأمان دون سآمة أو ملل
ولنتذكر أخيرًا حديث السيده عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا أنها قَالَتْ: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:« مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ » رواه البخاري
اما عن حديثى الموجه لكى اختى فى الله
استعينى بالصبر والصلاه
وايقنى ان الله مقدر لكى الخير اينما كان
وان تأخر رزقك فليس معنى ذلك انه ممنوع عنكِ
فصابرى وسيرزقك الله بالزوج الصالح
الذى يرضاه ربك قبل قلبك
منقول مع التعديل
بقلم اختكم فى الله:)
عابده الرحمن#مشاهدة المزيد