عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
"يَنْزِلُ رَبُّنا كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْل الآخِر فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ لَهُ؟
مَنْ يَسْألُني فأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِر لَهُ؟"
وفي رواية لمسلم "يَنزِلُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى إلى السَّماءِ الدُّنْيا كُلَّ لَيْلَةٍ
حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأوَّلُ فَيَقُولُ: أنا المَلِكُ أنا المَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذي يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ؟
مَنْ ذَا الَّذي يَسألُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ لَهُ، فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حتَّى يُضِيءَ الفَجْرُ".
وفي رواية"إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أوْ ثُلُثَاهُ".
إن مجرد شعورك بدنو الخالق من المخلوق في تلك السويعات المباركة يوحي إليك بالطمأنينه والأمن...
ويجعلك تستشعر عظم خالقك ومدى محبته العظيمة لعباده حينما يبسط إليهم يده كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ليأخذ بأرواحهم المستجيبة إلى عالم من الرحمة والغفران وتطهير النفوس من علائق الدنيا وزخرفها الزائل........
ماأعظمها من لذه عندما تناجي إله الكون ورب الأرباب عندما تذرف تلك المدامع بين يديه سبحانه معلنا خضوعك التام لخالقك الأعظم تستجدي مغفرته وعفوه ورضاه , ليمن عليك بفيض من الراحة والرضا الروحي والنفسي والجسدي وتستقبل يومك بنفس يملؤها الحب للكون ولإله الكون...
وإن لليل لسحر عظيم سكونه يجعلك تخلو فيه بنفسك تتأملها فتطهرها من الآثام باستغفارك وتلبي رغباتها بما يرضي إلهك بدعائك واتكالك عليه وتنقيها من الكراهية والحقد وتحاسبها على ما عملته في يومها فتلومها وتلح عليها ......
إن وقوفك بين يديه في تلك اللحظات العظيمه لهو فضل عظيم يهبه الله لمن يشاء من عباده .....
قال تعالى : (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا)