السؤال
يتعرض الإنسان في حياته اليومية لبعض الأمور المكدرة...
فهل هي من باب الابتلاء لمعرفة مدى صبره على قضاء الله؟
أم هي من باب العقوبة على الآثام. وأنواع التقصير الحاصلة من العبد؟
كيف نميز بين هذا وهذا؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فوقوع الابتلاء للعباد قد يكون للتمحيص ورفعة الدرجات، كما يقع بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والصلحاء من عباد الله، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل"، وتارة يقع البلاء بسبب المعاصي والذنوب، فتكون عقوبة معجلة كما قال سبحانه: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير"، وكما في الحديث عنه صلى الله ليه وسلم أنه قال: "إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة" خرجه الترمذي وحسنه.
والإنسان يعرف نفسه وواقعه، بل الإنسان على نفسه بصيرة، فإذا كان الغالب على الإنسان التقصير وعدم القيام بالواجب، فما أصابه فهو بسبب ذنوبه وتقصيره بأمر الله، وإذا ابتلي أحد من عباد الله الصالحين بشيء من الأمراض أو نحوها فإن هذا يكون من جنس ابتلاء الأنبياء والرسل رفعاً في الدرجات , وتعظيماً للأجور , وليكون قدوة لغيره في الصبر والاحتساب.
وعلى كل حال فالمسلم والمؤمن لا يزيده البلاء إلا خيراً إن احتسب وصبر، يدل لذلك صراحة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب المسلم من همٍّ ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى إلا كفَّر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها" وقوله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يُصِب منه".
أما سؤال عن دلالات عدم غفران الذنب فالظاهر أن التوفيق للتوبة وعدم تكرار الذنب وقوة العزيمة على ترك الخطأ في المستقبل دليل على القبول، وعكس ذلك قد تكون نتيجة بالعكس، رزقنا الله وإياك حسن التوبة والعمل، وأوصيك بحسن الظن بالله فإنك إذا أحسنت الظن به مع إحسان العمل، كان ذلك من أعظم التوفيق للصلاح والتوبة والقبول.